شيءٌ يسيرٌ لسبتمبر/بقلم:خليل نعمان

ليلٌ وعرَّافٌ ولونٌ أخضَرُ
يَسعونَ في التَّقويمِ يا “سبتمبَرُ”

يَسعونَ نحوَ هلاكِ دربِكَ إنَّما
لا يدركونَ بأنَّ دربَك خِنجَرُ

وبأنَّ مدفعَكَ الأخيرَ هو الذي
يدوي، ووحدُكَ لا سواكَ سَيُذكَرُ

يا أوَّل الآتينَ
مِنْ رئةِ الزَّمانِ
إلى اليمانيِّين، يَومُكَ أزهَرُ

يا أوَّل الآتينَ
مِنْ فوق البروجِ
إلى “أوامَ” وسدُّها يَتفجَّرُ

فَترشَّفتْ حريّةً
حمراءَ مِنْ مَعناكَ
وانْطلقَ القضاءُ الأحمَرُ

فيكَ ابْتدا
ميلادُنا الفعليُّ مِنْ
أعمارِنا وبكَ اهتدينا نَكبُرُ

منك اجْترحنا
“ثغرةً للنُّورِ” فانْسلخَ الظَّلامُ
وأدبرَ المُستعمِرُ

مِنْ قبلكِ اليمنيُّ كان بقيدهِ
مُتحجِّرًا، وبنفسِهِ لا يَشعُرُ

بأنينِهِ اعتادَ الكلامَ بلا فمٍ
وبدمعِهِ، أدْرانُهُ تَتعطَّرُ

وبليلِهِ تَخِمَتْ بُطونُ عيونِهِ
والفجرُ في وجدانِهِ يَتكسَّرُ

يقتادُهُ الغرباء حتّى أصبحتْ
خُطواتُهُ في صدرِهِ تَتعثَّرُ

راضٍ بقيدِ السِّجنِ دونَ تَفكُّرٍ
وقيودُهُ مِنْ جهلِهِ تَتفكَّرُ

حتَّى أتيتَ فكنتَ أوَّل مُخلِصٍ
لِخَلاصِهِ، وبعقلِهِ تَتبَلْوَرُ

بك كسَّرَ الأغلالُ
قبلكَ كانتِ الأقدامُ
مِنْ حلقاتِها تَتفطَّرُ

بك أصبحَ اليمنيّ يَقتلُ خوفَهُ
في جوفِهِ، وبكَ ابْتدا يَتحرَّرُ

وبك استعانَ على قوى جلّادِهِ
ومضى يَشقُّ طريقَهُ ويُقرِّرُ

أعْرَجتَ باليمنيِّ نحوَ سَمائِهِ
ليَخطَّ في ألواحِهِ ما يَنظُرُ

ومعًا مشينا
واثِقي الخُطواتِ أجرامًا
يُبارِكنا أبونا “حِميَرُ”

“أيلولُ” يا طعمَ الحياةِ بذاتِنا
بك أنتَ ما نَرجو وما نَتصوَّرُ

يا قبلةَ الأحرار والعيدَ الذي
عَنْ مَوعدِ الثُّوَّارِ لا يَتأخَّرُ

إنْ كان في بعضِ الشّهورِ قداسةٌ
فلأنتَ قدِّيسُ الشّهورِ الأكبَرُ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!