صمت، صراخ ، بكاء ، هدأة، وصدى
طفل تشهد فوق الأرض إذ سجدا
نور وبرق ورعد حين مولده
من باب قيصر للإيوان فارتعدا
يا شبيه الحمد هذا البدر مؤتلق
ضم الأكف إلى خديه إذ هجدا
إن كان فقدك عبد الله نائبة
فسارع الوليد إذا ما قام أو رقدا
إذ يدخل البيت ، بيت الله يحمله
هذا الضياء إله البيت قد ولدا
هذا محمد لم يُعرف سميٌ له
وحي من الله مشهود لمن حمدا
طفل أذاب ذهول الوصف منتشيا
فانفج منه نسيج الحرف معتقدا
بدر تثنى نور في تلألؤه
والمسك سال على سفح العرين ندى
والشعر شلال إذ أرخى مفارقه
تحدر السيل من علياء محتشدا
خداه سهل أسيل صب فوقهما
حب الجُمان فكان الدر وانعقدا
أقنى العرين ضليع الفم الطفه
والبيض صف تفرق فاستوت سددا
والحاجب المعققود قوس ظن صاحبه
أن لا تلاقي ، فكان الظن وابتعدا
ألقى على شاطئ التسبيح مائدة
أحيت قلوبا تنادت فوقها مددا
حتى أقام جدار العدل من وهن
وحيا تنزل مع جبريل فاستندا
إني أراك رسول الله ما التفتت
عين وما دق قلب واللسان شدا
أشعلت روحي بمشكاة يعلقها
قلب تمطر زيت الحب فاتقدا
أقلب الفكر في كفي أسمه
روحا ونورا وما أدركته جسدا
حبنا أراه جليس القوم في ورع
والصحب ينهل من بستانه رغدا
أو قد أراه يقود الجيش مدرعا
سيف النبوة في كفيه ما عمدا
او قد أراه وجوف الليل يطلبه
لما تنادى قيام الليل فاتحدغا
او قد علا المحراب متكأ
والجدع حن إلى كفيه إذ صعدا
يا واصل الغار غارا فيك تعرفه
حيث النبوة ، إقرأ ، قال .. ما ابتعدا
عرج على غار ثور غار هجرته
إذ ثاني اثنين إذ للغار قد عمدا
لما يقول له الصديق في وجل
انظر جنى الغار قد هموا به رصدا
لا تحزن إن الله حافظنا
وعد من الله ، قل لله ما وعدا
يا من بحبك عند الله منزلة
يكفيك مدحا بأن الله قد شهدا
ما جئت أنظم شعري فيك ممتدحا
بل جئت أمدح شعري فيك مجتهدا
ما كان فقدك سهل إذ يعتليه
موت ، صراخ ، بكاء ، حرقة ، وصدى