صلاةٌ في جحيمِ غـزَّة/بقلم:عبدالرحمن حسن

وقوفًا على أنقاضِ غـ.زَّةَ والصَّدى
وقفتُ لكي أبكي المكانَ فأنْشدا

وقالَ هُنا طِفلٌ ترجَّلَ ضاحِكًا
هنالكَ أمٌّ كفَّنتْهُ .. وزَغْردا

فتُهتُ وخرَّ الدَّهرُ تحتَ أصابعي
وعِفْتُ زمانًا لا تولَّى ولا غَدا

أقيموا صلاةَ الخوفِ إنَّ لغـ.زّةٍ
علينا صلاةً في الجحيمِ بلا هُدى

ومدُّوا أياديكمْ صِراطًا ورهْبةً
إلى كلِّ طفلٍ مَدَّ مِنْ ألَمٍ يدا

وأينَ يدٌ مُدَّتْ إلى اللهِ مِنْ يدٍ
تُريقُ دماءً – لا سبيل لها – سدى؟

فغـ.زَّةُ تُهْديكُمْ سلامًا مُضرَّجًا
بدمعتِها والقلبُ يقطرُ كالنَّدى

وغـ.زَّةُ رغمَ الموتِ لم تنسَ دمعةً
وأعينُها مِنْكُمْ تفيضُ بِكُمْ رَدى

وغـ.زَّةُ تَرْثيكُمْ جميعًا ولمْ تَعُدْ
تُنادي بغيرِ اللهِ ;فالتَزِموا العِدا

وغـ.زّةُ تكفيكمْ دماءً تخثَّرَتْ
وأفْئِدَةً ضلَّتْ .. بنهرٍ تمرَّدا

وغـ.زَّةُ تَفْديكُمْ بغـ.زَّةَ مَنْ لها
سِواها؟ ; وتأبى أنْ نكونَ لها فِدا

وتنبئُكم أنَّ السّماواتِ أُنْبِئتْ
بأنَّ غدًا لا شكَّ فيهِ .. وإنْ بَدى ..

وأنَّ النهاياتِ البداياتِ كلُّها
جحيمٌ وأنَّ الحقَّ ضاقَ بهِ المدى

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!