كم أودُ الهروبَ
من زحمةٍ تكاثرتْ بالذهولِ
أعرفُ ليس هناكَ
من ضوءٍ لـينقشعَ الأفولِ
كيفَ يستديرُ الصمت
كيف يتكاثفُ الشمولِ
وهذه عتبةٌ مسكونةُ بملامِحنا
تهذي بنهرٍ من عناقِ
خارجٍ من رئةِ الحقولِ
لا تملكُ بيتاً ,نوافذاّ ,نوراً
ريحاً , جدراناً
ولا سقفاً
يرشحُ بضحكاتِ الماءِ
وزهوةَ المحصولِ .
”
أيا وطني
هل كنتُ أرسمُ صحوتي
أم غفوتي
أم زمناً هارباً
لا يعترفُ بأرضٍ
دفنتْ في صدرِها
شمس الإيابِ
أمنية ”
تقدسُ دمعة الخشوع
في ساعة السجودِ
أم أنَّ سحيقَ الضوءِ
عقاربُ خوفٍ
تجرُ ذاكرةَ الجفاف
للحظةَ ولوجِ
لينقط في شفاهِ الوقتِ
مطرُنا المحروقِ !؟
”
يا نجماً يغلِبُه اليباسَ
يدخلُ في براري الليلِ سراباً
لا يريدُ الموتَ
ولا يغادرَ في ألقِ الشروقِ
ينامُ في وميضِ
شفقٍ مهجورٍ بِلا فجرٍ !
”
أيتها السماء
احلامُنا العطشى
تلهثُ في ارضِ يبابٍ
انفخي في روحِها
فكلُ ازمنةَ العبورِ
تصدعتْ في حواكيرِ العمرِ
صوتُها نداءُ شعبٍ مقهورٍ
من الأمل ِ مكسورِ
يسترقُ السمعَ إلى نواقيسٍ
تمجدُ قيامةَ المصلوبِ
ولم يُبصِرْ النور ..!
”
ايتها الأحلام
اقتربَ الصبحُ
وانطفأتْ في الأعماقِ الموجاتِ
وعامَ القلبُ فوقَ المعطوبِ مِن الأشياء
وفوق ندوبِ الوقتِ الصعبِ
من أقصى الزفراتِ
تناهيدُ وجعٍ تجرُّنا رغوةَ ضياعٍ
نحو حدودِ وطنٍ مأهولٍ بالوباء
يقيمُ مأدبةَ الظمأ الشهيّ في خاتمة الماءِ !
”
يا الله
منذُ حطامَ الأمنياتِ
جموحُنا يركضُ في الأسحارِ
ملبد بالصمتِ والحرمان
وأشلاؤنا الخاوية
يبستْ فيها الشطآنِ
توجتْ جبهةَ الأرضِ
بأغنياتِ الفناءِ
وأفقدتْ طيورَ السماءِ
أُحجياتَ الغناءِ !
فهبنا يا رب زمناً
من أزمنةِ المعجزاتِ
وارسمْ دوائِرُنا في المطلقِ
واجترحْ أمراضاً خبيثةً
تعبثُ في أوردةِ العناء
وادخُلنا في ملكوتَ الوطنِ
خاشعينَ , تائبينْ أمين