صَكُّ اسْتِعْبَادِ الحُبِّ/ شعر: الشاعرة اللبنانية الدكتورة زبيدة الفول(لبنان)

عَلامَ تَشْكُو يا فُؤادُ وَتَجْزَعُ؟
وأيُّ لَحْنٍ في جُنُونِكَ يَطْمَعُ؟

أَنْتَ المُقِيمُ وَنَبْضُكَ الوَجْدُ انْجَلَى
وَتَنَاثَرَتْ خَفَقَاتُهُ تَتَوَزَّعُ

رَبَّاهُ! مَا هَذَا الَّذِي في مُهْجَتِي
حَتَّى جَرَتْ دَمْعُ العُيُونِ تُسْرِعُ؟

أَتَرَى تَمَرَّدَ سَاكِنٌ في خَافِقِي
وَغَدَا يُغَنِّي الحُبَّ حَتَّى يُسْمِعُ؟

كَلَّا، فَقَلْبِي طِفْلُ صِدْقٍ طَاهِرٌ
لَمْ يَعْتَدِ الخُدَعَ الكَثِيفَ فَيُخْدَعُ

لَكِنَّهُ لَمَّا رَآكَ مُمكِنًا
سَلَّمْتُهُ وَالبَوْحُ يَبْكِي وَيَرْكَعُ

جَرَّدْتُ رُوحِي كَيْ تَصِيرَ رَهِينَةً
وَالجِسْمُ يَتْبَعُ حَيْثُ تَجْرِي الأَدْمُعُ

وَرَفَعْتُ رَايَةَ عَاشِقٍ مُسْتَسْلِمٍ
تَحْتَ السُّيُوفِ وَمَا أَرَدْتُ فَأُقْنِعُ

مَا كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ حُبًّا وَاحِدًا
يَغْتَالُنِي حَتَّى أَذُوبَ فَأُصْرَعُ

الحُبُّ قَيْدٌ لِلرُّؤَى مُتَنَاقِضٌ
فِيهِ الأَسِيرُ بِسِجْنِهِ يَتَوَجَّعُ

وَهُوَ الحُرُوفُ إِذَا تَعَرَّتْ في دَمِي
تَحْكِي دُمُوعًا في المَجَازِ وَتُبْدِعُ

يا سَيِّدِي إِنِّي وَهَبْتُكَ مُهْجَتِي
رَغْمَ الخُطَى مَا لِي سِوَاكَ فَأَخْضَعُ

أَصْغَيْتُ لِلصَّوْتِ الخَفِيِّ بِدَاخِلِي
فَإِذَا بِهِ وَجْدًا لِحُبِّكَ يُسْرِعُ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!