وقالت لي لماذا يا صديقي
أذوبُ بشعركَ الرَّحبِ العميقِ
تذوّبُ مفرداتكَ ثلجَ قلبي
وتنبِتُ كلًّ روضٍ في طريقي
خبرتُ معاشرَ الشعراءِ لكن
وجدتكَ أنتَ مختلفِ البريقِ
وجئتَ معتقًا من غير سوءٍ
وتلك حصيلةُ الأصلِ العتيقِ
تأنق بالمعاني الغيدِ، تدري
ميولَ الغيدِ للمعنى الأنيقِ
هل الشعراءُ عشاقٌ لأني
رأيتُ عليكَ أوصافَ العشيقِ؟
علِقتُ ببحرِ عينكَ دونَ قصدٍ
وكانَ عليكَ إنقاذُ الغريقِ
لقد أشعلتَ غاباتي فقل لي
أليسَ عليكَ إطفاءُ الحريقِ؟
أتذكرُ يا زميلِي حينَ كنا
زمِيلَي دفعةِ (الحُلْمِ الحقيقي)
تذكرتُ الرفاقَ ولستُ أدري
لماذا ما نسيتكَ يا رفيقي
أنا بالله واثقةٌ بأني
سامسكُ فيكَ بالحبلِ الوثيقِ
ـــــ
أقول لها: بربكِ يا حياةٌ
أما آنَ الأوانُ لكي تفيقي؟
لقد كانَ الذي قد كانَ لكن
دعيهِ يمرُّ في الماضي السحيقِ
أنا يا ألطفَ الورداتِ نارٌ
ولن تتحمليني أو تطيقي
بلادي تقطفُ الأحلامَ منا
وتسقينا مضادًّا للرّحيقِ