سلّمْ عليهم قبلَ كُلِّ كلامِ
هم ثورةٌ وقعتْ بغيرِ خصامِ
وقعواْ على روحي كأوّلِ قطرةٍ
لِلْقَحْطِ مُذ كانَ الجَفافُ أمامي
سَارَواْ على الأخلاقِ مِثلَ حمامةٍ
بيضاءَ أدّتْ كالصلاةِ مقامي
هُمْ مِشْعلٌ للضوءِ بلْ أربابُهُ
نادوا عليَّ وحطّموا آلامي
للأرضِ لوحتُها وهم من زينواْ
هذا الفضاءَ وحرّكواْ أقلامي
كانوا حواريين حين تشابَكُواْ
بالروحِ وانهالواْ على أيّامِي
واسْتَوطنُواْ ظِلَّ الغمامِ وخيّمواْ
كي تُزْهرَ الدنيا بِكُلِّ هِيامِ
سارَواْ حفاةً يشعلون دماءَهم
ظمأً إذا احتاجَ اللّظى المُترَاميْ
يتناوبون بأَنْفُسٍ وضاءَةٍ
مَنْ للعطاءِ يكونُ أوّلَ رامِ
لا يستطيعونَ الوقوفَ لأنّهمْ
شجرٌ يُظلِّلُ كُلَّ قلبٍ دامِ
فكأنّهُمْ مِنْ فرطِ ما قد زيّنوا
جعلواْ الحياةَ سماحةً وتسامِ
قَدِموا من اللاشيءِ وانسابواْ على
رَمْلِ الضلوعِ ونادمُواْ أحلامي
واستأنسواْ بالضوءِ داخلَ أَضْلُعِي
قرأَواْ عليّ محبّتي وسلامي
قالواْ: هنا وطنُ الذين تقابلواْ
كالماءِ ، لو عطشَ الوجود الظامي!!