الواحة مفعمة بهدوء وسلام ، والخضرة مثل ضياء تتلألأ.
لكأن الواحة في الريح الجذاب تميس
ترقص في عرس طيور، ظلت لصبح تغني.
الأصوات تثير الشهوات ، وعلى الشط الفضي
يتناسل طير من قصب .
الاعشاش القشية ملأى ببيوض تحمل جينات الآتي،ترقد كل إناث الواحة تنتظر الآمل الآن، وذكور الواحة تتورد ثم تغني، تغطس في الماء كسباح كي تطعم كل إناث الواحة تلك الأسماك،
بعيون الصقر يراقب طير الوقواق المشهد.
مر ت ساعات والوقواق صبور، ينتهز الفرصة ثم يحلق في الجو ، تخرج أنثى القصب من العش،
فيصدر صوتا جرسيا، وبسرعة برق ترقد انثاه ، لتضع البيضة، ثم تغادر، هذا العمل السري ذكي
ما من أحد يلمحه.
طير الوقواق المتطفل يحمل أسرار الذاكرة
ويدفنها في الليل، ويحرق كل الأوراق
قال وقد بلغ من العمر عتيا:
هذا شأني أبني على اشلاء طيور القصب البلهاء فراخي،
أتأمل في الصمت البارد تاريخي،
ما من أحد يسطع ان يوقف لعبتي الدموية في القتل وقبض الأرواح.
ذاكرة الاسلاف مغمسة بالدم، فأنا من نسل وقواقي،لا يشبهني الخفاش بشيء، لا الغربان تضاهينى، لم اخسر معركتي مع أحد،صوتي موسيقي حساس، شكلي أجمل من كل الناس.
تكبر في دفيء الغير فراخي
وتحلق بين الاغصان، وتغرد تتناسل مع انثى
لا اتتطبع فالطبع الغالب مهما تستر لا يخفي
طبعي سري،لم اخسر أبني نفسي فوق حطام المخدوع ليفنى، هذا العش المسلوب محتل
ما زال يضمخه الدم، ويكتب نص الموت.
هذي فراخ ينخرها الدود ويحملهافوق الأوراق الصفراء، تلك الأم تحدق لا تدري ماذا فعلت انثاي، هذي الأم البلهاء لا تعرف إن كان الوقواق الإبن الشرعي، أم ماذا…ما هذا.
تطعم فرخي حتى يكبرها حجما.ويطير اخيرا فوق الاغصان. قلبي صخر، ليل لا تدخله شمس ، لا يدخله إنسان.
ها إني أغني افرش ريش الضوء، وأغير وجه الواحه، تلك الاعشاش المحبوكة من صنعي،هندسها عقلي الماهر حتى أبدع.
صرت اضاهي طيور الحباك، إني في سرب طيور الوقواق ملاك،
هل تصحو من غفلتها كل طيور القصب؟
ام يبقى الوقواق الشره يمارس لعبته الدموية.