لقد طالَ الهَوَانُ ، وقد يَطُولُ
فأينَ هي البَصائِرُ والعُقولُ ؟!
وأين هُمُ اليَمانيُّونَ منها ؟!
فلا فَرَجٌ يَلُوحُ ، ولا حُلُولُ
صَبَرنا مُرغَمِينَ ، وليس يُجدي
أَمامَ هَوَانِنا الصَّبرُ الجَميلُ
فكم عانَت أسَاها الأرضُ مِنَّا
وكم نادت بَنِيها كي يَصُولُوا
وكَمْ خابَتْ مَساعِي الشَّعبِ حتَّى
أصابَ نِضَالَهُ منها الخُمولُ
يَثُورُ على الطُّغاةِ بِكُلِّ بَأْسٍ
وليت البأسَ يَفْعَلُ ما يَقولُ
فإنْ سَقَطوا تَحَسَّرَ حينَ يأتي
على ما لا يُومِّلُهُ البَديلُ
وإِن صَمَدُوا تَحَمَّلَهم بِصَبرٍ
وحارَبَ نَفسَهُ .. وهو الذليلُ
وأَضحَى بَعدَ خَيبَتِهِ يُنادي
جُمُوعَ الثائِرينَ: متى الوُصولُ ؟
وعاش مُؤمِّلًا فَرَجًا .. وعِشنا
يَثُورُ بِنا ويُقعِدُنا (المَقِيلُ)
لَنَا سِبْتَمْبَرانِ .. ضُحَىً وليلُ
ضُحَى التّحريرِ، واللّيلُ الدَّخِيلُ
ضُحىً.. نَفَضَ التَّخَلُّفَ عن بِلادي
وعَلَّمَها ، فليسَ بها جَهُولُ
وأدخَلَها عُصُورَ النُّورِ ، كي لا
يَدُوسَ على كرامَتِها عَمِيلُ
ولَيلٌ.. لِلتّخلُّفِ جاء يَدعُو
وفي كَفَّيهِ تَشتَعِلُ الحُقولُ
وباسمِ الدِّينِ يُفقِرُها، وبِاسمِ ال
رَّسُولِ بكُلِّ غَطرَسةٍ يَصُولُ
وما مِن أُسرةٍ إلَّا وفيها
بفِتنَتِهِ جَريحٌ أو قَتيلُ
فعادَ الأَمسُ يَحكُمُها ، وعادتْ
إلى الجَهلِ المَناهجُ والفُصولُ
وصارَ الرأسُ ذَيلاً في بِلادٍ
عَلَيها لم تكنْ تَعلُو الذُّيولُ
بلادٌ لم يكنْ فيها لِظُلمٍ
سَبيلٌ ، أَو لِطاغيةٍ قُبُولُ
وأَثْنَى اللهُ في آيٍ عَلَيها
وعَن أَبنائِها أَثْنَى الرَّسولُ
فَيَا سِبْتَمبرَ السِّتِّينَ زِدها
دُرُوسًا أيُّها الشَّهرُ النبيلُ
وأَيْقِظْ كُلَّ ذِي عَقْلٍ
غَداْ كالــــمَطِيَّةِ
أَيْنَما مالُوا يَمِيلُ
وقُل للشَّعبِ مهما طال لَيلٌ
ومهما زادَ في الليلِ العَوِيلُ
فإنَّا سوف نُشرِقُ مِن جَديدٍ
ويُزهِرُ في الأيادِي المُستَحيلُ
وإنَّا مَن نُقرِّرُ كيف نَحيا
وكيف نَمُوتُ إِنْ حان الرَّحيلُ
يَظَلُّ الثأرُ فينا مُستَفِيقًا
ويُشفَى الجُرحُ .. لكنْ لا يَزُولُ
إذا لم نَنتصِر لكِ يا بلادي
فلا (الأَقيالُ) نَحنُ، ولا (الوُعُولُ)