في مجلسِ الأمنِ الذي
يبكي على قطٍّ جريْحْ
شربوا نبيذَ العجزِ..
قالوا خطبةً عصماءَ
صاغوها بترتيبٍ فصيحْ
وتداولوا في شأنِ طفلٍ ماتَ من جوعٍ
صريحٍ..
لم يكنْ موتاً طبيعياً،
ولكنْ
كانَ موتاً.. يستريحْ.
يا أيها السادةُ..
يا أصحابَ أربطةِ الحريرِ،
ويا بقايا من بقايا من بقايا من ضميرْ
الجوعُ في أرضي له معنىً أخيرْ
الجوعُ أن يأتي الرغيفُ إليكَ في حُلمٍ
قصيرْ
وتقومُ من نومٍ..
وتلعقُ من أصابعِكَ السرابَ..
وتشتهي لو أن نومَكَ
لم يغادرْ..
أو يصيرْ.
الطفلُ في غزةَ صارَ فكرةَ هيكلٍ
يمشي..
تُعلّمُهُ المنايا ألفَ درسٍ في الصمودْ
أضلاعُهُ السبعُ العجافُ
تُحدِّثُ الدنيا عن السرِّ الذي
تحتَ الجلودْ
عن دولةٍ قامتْ على لحمِ الصغارِ،
ووقّعَ الإخوانُ
في فرحٍ..
على كلِّ البنودْ.
يا ويحَكمْ..
يا أيها العربُ الذينَ تخمّروا
في صمتِهمْ
لا ترفعوا صوتَ الأذانِ..
فربُّنا ليسَ الذي
تتلوّنونَ باسمهِ
ربُّ الصغارِ الجائعينَ..
يرى..
ويكتبُ في سجلِّ الخالدينَ بأنكمْ
كنتمْ شهودَ الزورِ..
والجلّادَ..
والزمنَ الكنودْ.