قريني فما تُخفى عليَّ دقائقُه
وماالحبُّ إلا ماأتتكُ خوارِقُه
كأنّ التحامَ الرِّوحِ بالروح في النوىٰ
كذّرٍّ عظيمِ الشبْكِ أعيَتْ علائقُه
فما غُصَّةٌ إلا وأشعرُ وخزَها
وما نشوةٌ إلا عليها تَوافُقُه
يراني بعين القلبِ نجمًا مُشعشَعًا
وآنَستُهُ نورًا تجلَّتْ بوارِقُه
عيونٌ بنا رادارُ طيفٍ مُشفَّرٍ
لمَا بعدَ إبصارِ الأنامِ فَيالِقُه
وما كوكبُ الأحياءِ إلا تجسُّدٌ
حقيقتُه موجٌ وذَرٌ يُرافِقُه
فيقرأُ أنفاسي وإنْ شئتُ كتْمَها
قراءةَ إصحاحٍ تهجَّتْ نواطِقُه
وما حاجتي للبوحِ والرُّوحُ واكبَتْ
شعوري وأعطَتْها القطافَ حدائقُه
وأقرأُ ما يُخفىٰ وما صار مُعلنًا
كأنّ رؤىٰ الأحلامِ كشفٌ تُسابِقُه
كأنَّ وميضَ النفسِ صارت نقاطُهُ
بإصبعِ مَكفوفٍ فزالت غواسِقُه
وما الحسُّ ما الإدراكُ إلا نواقِلٌ
لعالَمِنا الرُّوحيِّ والشكُّ خانِقُه
جليٌٌ فلا يُخفىٰ عن القلبِ وقعُهُ
وتتركُ آثارَ الحروقِ صواعِقُه
نترجِمُه حينًا وحينًا نُمِيتُهُ
ولكنَّ شفافَ الحنايا يُصادِقُه
أعرِّي خفايا الحِبِّ كشفًا وإنني
مَراياهُ مفضوحُ الجوانبِ عاشِقُه