ألقِ الشِباكَ وأوثِقِ اﻷغلالا
واربأْ بصيدكَ أنْ جمعتَ غِلالا
نقِّلْ فؤادكَ في ضلوعِ مليحةٍ
وامشِ الهُوينا عِندها إجلالا
واستلَّ سيفكَ من سنابلِ شعرِها
مازال رمشُ عيونِها قتّالا
إنْ أقبلتْ صبحاً بثغرٍ ضاحكٍ
فلتقْطِفِ اﻷعنابَ مُنهُ سلالا
حتَّى إذا احمرَّت فواكهُ خدِّها
عصرتْ نبيذاً يَستفِزُّ خيالا
ماءُ الطهارةِ يَسْتحِمُّ بمائِها
فاجعلْ عِناقكَ في العراءِ حلالا
ماإن تفتَّحَ بُرعمٌ في روضِها
أمطَرْتَ غيمكَ في رباهُ دلالا
سبحانَ ربِّي جلَّ في عليائهِ
زانَ الجمالَ بوصفِها أجيالا
يُحيي الفؤادَ جمالُها ويميتُه
وكأنَّ عصرَ المعجزاتِ توالى
مُزِجَ الجَمالُ بزعْفرانِ حَواسِها
عِطرُ الجوارحِ يستميلُ جبالا
حتَّى إذا لاحتْ بوارقُ سنِّها
هاجتْ بحارٌ لاتريدُ زوالا
هي كالربيعِ يمرُّ في نسماتِهِ
فافتحْ رِتاجاً أَوصَدَ اﻷقفالا
أصداءُ خَطْوِكَ ماتزالُ بقلبها
وبثقبِ ذاكرةٍ رأتْكَ رِمالا
فاكسرْ مرايا خُضِبَّتْ بظنونِها
واشدُدْ بإثركِ عُروةً وحِبالا
أثملْ مواسمَ عمرها كي تحتفي
ألقِ الشباكَ وأوثقِ اﻷغلالا