عتاب وطن/ بقلم:ابراهيم حجر

لماذا كلما أغلقت بابي
أمام هواك أشعر باغترابي؟

وأشعر بالغياب كأن موتا
يحاصرني ويسكن في إهابي

لماذا كلما أرخصت روحي
لنيل رضاك تمعن في عذابي؟!

وأشعر أنني من دون معنى
بقائي أو ذهابي أو إيابي

وتصلبني على جذع الليالي
كقربانٍ لقطعان الذئابِ

فيا وطنا هو التاريخ لكن
هو الفصل الأخير من الكتابِ

أناخت فيك قافلة الرزايا
وولت عنك أشرعة الصوابِ

تدور الأرض إلا أنت فيها
تعربد فيك أزمنة الخرابِ

نعيمٌ للغزاة ودار عزٍٍ
لمن باعوك في رخص الترابِ

بلادٌ يمتطي الأحرار فيها
وحوش ضلالةٍ وذئاب غابِ

بلادٌ تقتل الأحرار قهراً
وصبرا تحت أحذية الكلابِ

فيا وطنا يصلي في خضوعٍ
لسكان الكهوف أو القبابِ

لودٍ أو يغوثٍ أو يعوقٍ
لنسرٍ أو ظليمٍ أو غرابِ

لمن رسموا شقائك حين جاءوا
بغدرٍ أو بمكرٍ وانقلابِ

لمن جعلوا بنيك بدون مأوى
ومنفيون من باب لبابِ

وجوابون من أرضٍ لأرضٍ
ومن همٍ لهمٍ واكتئابِ

كأنا فيك ياوطني يتامى
نفتش عن طعام أو شرابِ

نجوب خرائط الآفاق حتى
تضيق بسعينا سعة الروابي

ونرحل عنك حباً فيك لكن
نفوز من الغنيمة بالإيابِ

كأن الله قال لنا اتركوه
فأكثرنا التشبث بالتراب

فيا وطناً بيارقه دماءٌ
توقد من جحيم واحتراب

تكسر فيك عنوان انتظاري
وطالت فيك أزمنة ارتقابي

أريدك موطنا لادخل فيه
لمن يدعون آلهة السراب

أريدك موطنا للكل يسمو
على زيف العمائم والجنابي

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!