عدن/ بقلم:محمد قحطان العبادي( اليمن )

سلامُ الوجدِ بالشِّعْرىٰ مُحَلَّىٰ
ودمع لا يُكَفْكفُ يا مُعَلّا

ومعذرة الخواطر والمآقي
وصبٍّ في جحيمِ البعدِ يصْلَىٰ

لظىٰ شوقٍ تَدَفَّق بالقوافي
وفي خفق القلوب صداهُ يُتْلَىٰ

هيامُك قد تغلغل في شغافي
فأهلًا في شعاب دمي وسهلا

طَوَتْهْ ترائب الدنيا جنينًا
ولاذ بصدركِ السلسال طِفلا

ولم يقضِ اللُبانةَ منكِ حتى
دهاهُ ما دهاكِ فبات كهلا

يُكَتِّم نزفَ آلامٍ ويُبدي
حذار شماتةِ الأعداء حفْلا

لحاها الله أيامًا توالت
على سُكْناك تشريدا وقتْلا

عيونُ الدهر قد رَمَقَتْكِ شَزْرًا
وأرخى الحزنُ فوق سناك سُدْلا

وقيل معاهد التعليم دُكَّت
وقيل غدت على الأموات رملا

وقيل ٱسَّاقط البنيانُ خَرَّا
وشتت طارقُ الحَدَثان شمْلا

فلم تُبْدئ ولم تعد الليالي
وكان النصر في عينيك كحلا

أيا عدن الصبابة يا شجونًا
وذكرى في صميمي ليس تبلىٰ

جمالك في سماء الحسن شمسٌ
له من فيئها القدحُ المُعَلَّى

بنفسي أنت ما أبهاك خَودٌ
تتيه على الورى غنجًا ودلَّا

لبستِ البحر والشطآنَ وَشْيًا
تُفِيء عليك أنداءً وظِلّا

وطُرِّزَت السما خُمُرا وصيغت
حُلِيَّا لا تُسامُ الدهر عُطلا

لأول وهلة بَصُرت حواسي
بحسنكِ صرتُ والإحساس قتلىٰ

عرفنا الحبَّ ثرثرة وهذرا
فأحببنا وقال الصُّنعُ فصلا

تبتَّلنا إلى الحب ٱعتكافًا
وصلَّينا له فرضا ونفلا

وقرَّبنا القلوب إليه نُسْكا
على أنَّا نرىٰ القربان بخلا

ولولا البينات على الدعاوىٰ
لصار الكون ملهاةً وهزلا

وحسنٍ ملَّكته يدي فؤادًا
فجار، خلعتُه وحكمتُ عدلا

ومن يُلقِ القِيادَ إلى الغواني
يخلِّفن الجرائح فيه نُجْلا

هي الدنيا دوامُ الحال فيها
محالٌ، والسُّلُوُّ لمن تسلَّى

ندبُّ مُيَسَّرين لما خُلِقنا
وبالسراء والضراء نُبْلى

فبينا نحن في عسر التنائي
إذا يسر التداني قد تجلَّى

حدانا نحو مغناك ٱلْتياعٌ
وتحنانٌ فحال البينُ وصلا

وسوف تجد باللقيا عهودٌ
تعيد الحبَّ سيرته الأجَلَّ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!