عشتُ الحياةَ/ بقلم:حسين أبو السادة(اليمن)

عشتُ الحياةَ بين حلمٍ لا يُرى
وواقعٍ ما زرتهُ إلا اختفى

ماتت نداءاتي بحلقي مثلما
ماتت قوافي الشعر حولي أحرفا

تلونت وجوه أحبابي التي
كان الصفا بها إلينا قد صفا

تساقطت نفسي جراحاً، أدمعاً
في داخلي قد هدَّها هذا الجفا

ما أظلم الهجر إذا ما كشّرت
أنيابهُ، يصير أمني أخوفا

يا رحمة اللهِ انزلي لا تتركي
قلبي وحيداً شارداً تكسّفا

لا أكذب اللهُ هواهم منيتي
ومهجتي لهم تمدُّ الأسقفا

تظلهم في حضرتي وغيبتي
ساروا على ظلالها تصيفا

إذا دعتني في جفاهم سفرتي
بات الحشا محترقاً تأسفا

وحال ما بيني وبين فرحتي
تذكري لهم، فقلبي أرجفا

وكحّل السهدُ جفوني، كحلهُ
وجدانهم في مَرْودي يخطو الصفا

وإنهم في ذات ذاتي أصبحوا
معتقدي متحدي في الاصطفا

أنصفتهم مودتي في قربها
وبعدها، ولم تجد لي منصفا

لكنهم رغم الذي لاقيتهُ
عيني ووجداني وسادات الوفا

وإنهم عنوان عنواني إلى
شريان أوطاني إلى خطو الرفا

في موطني وجودهم تواجدي
وضائعٌ إن وجدهم عني اختفى

يا موطن الحب الذي تربعت
رهبانهُ في داخلي تعكفا

يا (يافع) الشّمّاء يا سُؤْل المنى
فيك انتمائي فيك نشواني اكتفى

والزهرُ والقطرُ بوديان الهوى
في ساعة اللقيا بقلبي صيّفا

وفي الأماني عاقد النجوى دنا
يهدي إلينا نظرة السلوى شفا

يا مسعفي شوقاً ويا معذبي
في الحالتين أنت كنت المسعفا

مزق فؤادي كلهُ والطف بهِ
فما أحيلاك بهِ أن تلطفا

أنت الحبيب ليس لي من رغبةٍ
في الحب إلّاك هوىً تطرفا

إن زرتني كن بالوصال مسرفا
فليس وصلاً إن أتى تحصفا

فإنني أسرفت فيك الهوى
حتى دعاني اللائمين المسرفا

أسرفت فيك الهوى حتى أرى
فيك أنا بوصلة الروح احتفى

فقد لبست فيك ثوباً عاشقاً
يقال عنه عاذلي تصوفا

دع ما يقولون وكن بي عنهمُ
ملتحفاً فالعشق ما تلحفا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!