على الأطلالِ معدوم الهويَّـة
كأنِّـي مِــن عصورٍ جاهـلــيَّـةْ
وقَفْتُ وما وقوفي مثل قيسٍ
هُنــاك على ديــار العـامـريــةْ
ومـا كـلُّ الديـار ديـار ليلــى
وما كل الجراح هنا سـويَّــة
أيا لغةُ الدمـار هنا بأرضــي
كفى لَعِـبـاً بأحــلام الصبـيَّة
فقد شاهدت في الأطلال يوماً
هنالك طفلـةً تبدو نـقـــيَّـة
تُحدِّقُ نـحـو مـوطنها فتبكي
بصمتٍ، لم يعد للصوت نــيَّة
تقول لوالديها حيـن مـاتـوا
أَمِتُّمْ كي أعاني الموت حيَّة
لما يا والـديَّ لقـد رحـلــتـم
فعودوا لم أعد تلك الشقيّـة
وعنهـا قلـت للأقـلام مهــلاً
فلن تكفي الحروف الأبجدية
ولن يكفي لوصف الحـسن فيها
قوامـــــيس اللغات الأعجمية
ففيها حُـ.سـ.ن يوسف كان يبدو
وفيها دمــعُ والــده النّــديـــة
تُبُــدِّلَ ســيـنـها بالـزايِ يـومـاً
فصارت كل أحرفها ضحـيــة
وصـارت بالبكاء تثيـر دمعـي
وعند الدمـع ما عـادت قوية
فقد أوهى الزمان على هواها
لِتهوي حين أن هَـوَتِ الهوية
وفُتِّتَ في فُــتُوَّتها فتاهــــا
وتاهت … لم تَعُد تلك الفتيَّة
تُطل على الدمار وفي يديها
بقايـا دميـةٍ وبهـا أســـيَّــة
وتمشـي والحـذاء به دمـاءٌ
كأن الموت يخطوها خطِّـيةْ
رديء ردائــها هل كان ردءاً
يُصـدِّقـهـا إذا لهُ مُــرتديـَّــة
وأي نُـدوب بلــدانٍ تَجـلَّــت
ففي بلدي الندوب بدتْ جليَّة
بدون الـ “ال ” فالتعريف عنها
هنا يكفيـك دون الأبـجــدية
تعيش بها بـ “ياء ” اليأس حتى
تُريـك الـ “ميم ” موتك والمنية
و”نون” نهـايةٍ تنهيك حتماً
فتنهكـكَ الحياة المُـــنـتـهـية
فما طعـم الحيـاةِ على بلادٍ
تموت بكورها عند العشيَّـة!!