على بِساطِ مَجازاتي وأخيلتي
أتيتُ أقرأُ في عينيكِ أسئلتي
بيتٌ مِن الشِّعرِ يأويني إذا نزحت
نحوي طيوفُكِ يا حُلمي وأمنيتي
ولستُ (كالمُتنبي) أبتغي كرماً
مِن سيدِ القومِ حال الضيقِ والسِعةِ
ولستُ (كالملكِ الضِّلّيلِ) مُمتطياً
مُهرَ الضلالِ فأخلاقي مُظَلّلتي
ولستُ مثل(رهين المحبسينِ) أنَا
نهرٌ مِن الضوءِ في فِعلي وفعللتي
إذا بقلبكِ شكٌ مِن غرابتِها :
إني أحبُكِ، هذي كلُّ فلسفتي!!
مازلتُ مُرتحلاً (كالسندباد) على
قلبي إليكِ وبوحي مِلءُ حُنجرتي
بي حزنُ يعقوبَ لكني على أملٍ
أني سَأحصدُ بعدَ القَحطِ سُنبلتي
وأنني سوفَ ألقى “شهرزادَ” على
(جزيرةِ النورِ) في رغدٍ وفي دِعةِ
وأنني سَوف أشدو كالطيورِ غداً
من فوق أفنانكِ الخضرا بأُغنيتي
وعن مَواجعِ صَنعا عن أسى عدنٍ
أطلقتُ بالشِّعرِ كالشَّاهينِ أجنحتي
لكِ السلامةُ لي حُزني ولي ألَمي
متَى تجيئينَ نصّاً خارجَ اللُغةِ؟!
أصغي وخَطوكِ يمشي غير مُرتبكٍ
من حُجرةِ القلب حتى بهو جُمجمتي!!
أنا ابنُ هذي الجبالِ الشُمِّ ما اكتَحلت
عَيني بضوءكِ إلاَّ كُنتِ مُلهمتي
وما ذكرتُكِ في حُزني وفي فرحي
إلَّا وجدتُكِ في الإبداعِ مُعجزتي
يابنت(َ قحطان) والأقيال مِن سبأٍ
ها قد أتيتُكِ لي لوني ولي سِمتي
على قواربِ آلامي وبَحرِ دمي
والشوقُ يمخرُ أجفاني وأوردتي
ولَستُ أسألُ إلاَّ ما يُواسيني
إذا ذكرتكِ عندَ الصَحوِ والسِنةِ
بَعد الثلاثين مَاذا يا نداءَ فمي
ومخلبُ الليلِ مغروسٌ علَى رِئتي؟!
كأنَّ حكمةَ “ذي القرنينِ” ما عَرفت
إليَّ بَعدكِ درباً يامُعذبَتي
وغُربةُ النفسِ سِكينٌ ومُتكأٌ
وليس بيني وبين الأمس مِن صِلةِ!!
يا أيُّها المَلأُ التاريخُ أنكرني
كأنَّني لابسٌ أسمالَ أزمنتي
وكنتُ إن سألوا عني أشرتُ إلى
(سُهيل) يُخبرهم عني وعن صِفتي
وكُنتُ أشجعَ مَن يَمضي لِغايتهِ
وكُنتُ عندَ حُدودِ الشمسِ مَمْلَكتي
لأنَّ حِكمةَ أجْدادي وفِطنَتَهم
جعلتُها مِن تَعاويذي وتمْتَمَتي
كَسرتُ قارورةَ المَعنى وهَا هو ذَا
حُزنُ القصيدةِ مُنسابٌ على شَفتي