على روض الحمى غنى الهزار
فأبكى الدوح وانتحب الكنار
وغالبني لذاك الحي شوق
فوا أسفى وقد بعد المزار
أحمّل نسمة الأسحار شوقي
عسى تلقى الأحبة حيث صاروا
تعاودني المواجع مشرعات
وتصلي مهجتي الحرّى جمار
تقلبني وتعصرني كأني
لديغ لا يقر له قرار
كما حال السليم وليس يدري
أتنفع أم تخادعه العقار
وما كانت دموعيَ مطفئآت
لهيب جوى ولا خمد الأوار
يقول ليَ الرفاق اصبر وأنى
لمثلي أن يكون له اصطبار
لبست بغربتي ثوبا معارا
فعرّى سوأتي الثوب المعار
وبعد العز صرت ذليل قوم
رداه القهر ملبسه الصَّغار
ومن بعدت عليه ديار عز
فليس له سوى الأجداث دار