. على شاطئ المنفى/بقلم: معين العودي

على شاطئ المنفى توارت وسامتي
وغـابـت عن الدُّنيا ورودُ ابتسـامتي

فأمضيتُ مهمومًا وفي القلبِ لوعةٌ
وأمسـيـتُ مكلومًا أُناجـي صـبابتي

أُقاسي عذابَ البين أشكو لظى النوى
وأنزفُ دمعَ الوجدِ دون استجابةِ

وصوتي تلاشى من همومٍ تعاظمت
فصار الـنوى يشـكـو اللـيـالي كآبتي

تزاحـمـتِ الأفـكـارُ في لُـجَّـةِ النـوى
ومن نُدرة المعنى تلاشـت كـتـابتي

سقتني كؤوسُ البين حزنًا وعلقمًا
فضاقـت بي الدُّنيا كضيـقِ الغيابةِ

فما طابَ لي عيشٌ ولا طافَ بي كرى
ولا غاب عقلي عن دمـوع الصحابـةِ

تنـوحُ عصـافـيـري وتلـهـو مـواجـعـي
ومن نارِ هـولِ البـيـن قامـت قيامـتي

ألا يا شُـعــاع الـفـجر هـيّجـتني هوىً
وأذكيتَ نارَ الـشـوق أشـعـلـتَ غابتي

بكَ اليومَ أرنو طـيـفَ ليلى وروضَهـا
فأشـتـاقُ شـوقَ النبتِ نحو السحابةِ

إذا غاب جسمي عن ثرى الحُبِّ والمنى
فروحـي مع الأحبـابِ تـشـدو ربابتي

فإن عدتُ فلتستقبلوا موكـبَ الهوى
وإن غبتُ فاحكوا في غيابي حكايتي

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!