رَمَّمْتَ مِنْ رَمْلِ الحَقِيَقَةِ هَامَهُ
وَأخَذْتَ تَكْسُوْ بالنضالِ عِظَامَهُ
وَنَزَفْتَ عُمْرَكَ سَجْدَةً لِصَلاتِهِ
وأكَلْتَ جُوْعَكَ كِيْ يُتِمَ صِيامَهُ
أوْقَدْتَ مِنْ عِيْنَيْكَ شَمْعَةَ عُرْسِهِ
لِتَلِمَّ عَنْ وَجْهِ الوُجُوْدِ ظَلامَهُ
وأعَدْتَهُ نَهْرَاً يُلاطِفُ نَخْلَهُ
وَيَنِثُّ فِيْ شَجَرِ السَمَاءِ غَرَامَهُ
وَيُلَوّنُ الأفُقَ البَعِيْدِ بِمَوْعِدٍ
فَغَدَا يُسَابِقُ بالخُطَا أحْلامَهُ
ويقلِّبُ الآمَالَ يَنْسَى جُرْحَهُ
وَيَسِيْرُ يَتْرُكُ خَلْفَهُ آلامَهُ
وَيُوَزِّعُ الأشْوَاقَ كَأسَ مَحَبَةٍ
لَلْظَامِئِيْنَ مُرَوِيّاً أيَّامَهُ
فَدَنَا لَنَا الوطنُ البَعِيْدُ وَضَمَّنَا
وَرَفَعْتَ قَلْبَكَ للرَصَاصِ أمَامَهُ
يَا مُوْغِلاً بالمسْتَحِيلِ صَبَاحهُ
لِيَحطَّ عَنْ صَدْرِ الدُجَى أوْهَامَهُ
كَفَّاكَ نَهْرٌ عَادَ مِنْ أسْفَارِهِ
لِيْصُبَّ فِيْ شَفَةِ النَخِيْلِ غَمَامَهُ
واسْتَنْشَقَتْ رئتَاكَ كُلَّ عَظِيمَةٍ
فأتَمَّ طِفْلُ الشَمْسِ فِيْكَ فِطَامَهُ
وَأتَى يُرَتِّلُ فِيْ يَدَيْكَ حَيَاتَهُ
وَمَضَى يُلَوُّنُ بالشِعُورِ كَلامَهُ
مِنْ صَوْتِكَ البُنِيِّ أثَّثَ عُمْرَهُ
لِيَنَالَ مِنْ هَمْسِ النَدَى مَا رَامَهُ
غَزَلَتْ خِيوطَ الشَّمْسِ كَفُّ طُمُوْحِهِ
وأخَاطَ مِنْ وَقْتِ العُرَاةِ خِيَامَهُ
فَتَكَوَّرَ الوَطَنُ العَظيمُ بِصَدْرِهِ
لِيَلُمَّ تَحْتَ سَحَابِهِ أيْتَامَهُ
وَنَمَا بأزْهَارِ الطُمُوْحِ مَصِيْرُهُ
وَسَعَى، فَقَطَّعَتِ المنى إقْدَامَهُ
مِنْ سُوْسَنِ الأرَقِ المُؤبَّدِ قَلْبُهُ
فَرِحَاً يَلُوكُ بِهَمِّهِ أعْوَامَهُ
قَد كانَ يُشْرِعُ للرَصَاصَةِ فَجْرَهُ
ليَمُدَّ َكفَّاً ( للحسينِ ) هِيَامَهُ
صَلَّى عَلِيهِ الوَرْدُ فِيْ مِحْرَابِهِ
وَأتَى يُحَمَّلُهُ الفُرَاتُ سَلامَهُ
لَمْ تَبقَ إلا لحظةٌ في صَدْرِهِ
كَسَرَتْ رَصَاصَةُ صَبْرِهِ أحلامَهُ
فَدَنَا لَنَا الوطنُ البَعِيْدُ وَضَمَّنَا
وَرَفَعْتَ قَلْبَكَ للرَصَاصِ أمَامَهُ
الله !!!!!!!!!!