عندما يوغلُ الشتاءُ طويلا
وتهبُّ الرياحُ بالثلجِ ليلا
سيموتُ الذئبُ الأخيرُ على أوراقِكِ
البيضِ كي أعيد الوعولا
وإلى غابات اكتمالي سأدنو
وهي تندكُّ رغبةً؛ كي أقولا
سوفَ نمتدُّ في العبارات.. نرمي
من على بحْرِها المجازَ الخجولا
مثل أي انبثاقةٍ نحو معنى آخرٍ
لي اقترحت وجهًا بديلا
وسقوطي عليكِ مثل “انحناء الزمكان”
السقوط يغدو وصولا
وانشطاري عن كتلة الحزن حملٌ
لم يُطق بعدما استحال ثقيلا
ورحيل الطيور تلك أغانٍ
هل تعي الحزن أم تجوب الفصولا؟
أنتِ لم تبصري منَ البحر عمراً
أحرقته لك المراسي دليلا
كنتِ تمضين في الضباب وقلبي
كان لو أبحرتِ الهوى أرخبيلا
كان قلبي مغارةً من حنينٍ
كان عفوًا.. وكان شكرًا جزيلا
كان شعبًا من الخيال وحزني
كان في سالف الحكايات غولا
ها أنا الآن نجمةٌ من سماءٍ
نحو شامةٍ قرّرت أن تميلا
في أراضي عينيكِ سافرت ضوءًا
وهي تمتد أَنهُرًا وحقولا
ولعلي سافرتُ فيك كسارٍ
ربما مل سيرَهُ المستحيلا!
فاندبيني إليك أحيي سنيني
حيثما ترجف المرايا ذهولا
وارشديني إلى سلام ذراعيـكِ
وهزي إليكِ عنّي النخيلا
علميني على شفاهكِ بحرًا
حين تطوي “مستفعلن” لي “فعولا”
كيف ألوي استعارتي نحو معنًى
عابرًا دون أن أشيح الطلولا؟
علميني على انتظاري انتظاري
المسافاتُ قد تطأني خيولا
وإذا ما صعدتُ عنكِ جدارًا
فوق حبل البلاغة امتدّ طولا!
حين أطوي من الجبال صعودي
هل سألقى على يديك النزولا؟
هل سألقاك نحلةً أم رحيقًا
هل سألقاك منطفٍ أم هويلا ؟
ما يريد الطين المشكل قحطي
من غماماتٍ لا تربي الهطولا؟
ولك الآن حق تشكيل طفل
سوف يرعاك حين نغدو كهولا
فاركضي الآن في مسافات عقلي
واقطعي في الشرود ميلاً.. فميلا
سوف نعدو من المدى لمكانٍ
ضل عمّن يقاسُ عرضًا وطولا
ومكانٌ خلقته باحتمالٍ
لا نهائيِّ لن يربي الرحيلا
كدتُ لما بدى لعينيْ سحابًا
وهو يهمي على غديْ أن أسيلا.