(هارون) مالكَ لم تردَّ (السَّامري)
هل للغواية بعده من آخرِ؟
(موسى) يضمُ الأمنيات بحلمهِ
و القوم باعوا حلمهُ للخاسرِ
و هناكَ عجلٌ خار من نفخِ الهوى
فانهد نسفًا عبرةً للنَّاظرِ
(موسى)كليم الله يغضبُ ليتهُ
قد عاد ينظرُ كم هنا من خائرِ؟
كم من عجولٍ يعبدون و لم نجد
من ناسفٍ، من غاضبٍ، من ثائرِ
هذي البلاد غدتْ (كيعقوبٍ) لها
بؤسٌ عماها يا له من قاهرِ
من ذا سيهديها قميص سعادةٍ؟
هل للبشارة نحوها من سائرِ؟
نامتْ كأهل الكهف لكن لم تُفقْ
إلا على أنَّات شعبٍ عاثرِ
نامتْ على أجداثها فكأنَّما
في كل وجهٍ حسرةٌ لمقابرِ
يا (عين جالوت)التَّتار توافدوا
ذبحوا العبادَ.. فهل لهم من ظافرِ؟
ذبحوا بسكينين، سكين الهوى
و كذا بسكين الحبيب الشَّاطرِ
لكنَّها صمتتْ و صوت أنينها
دوَّى فازعج كل قلبٍ صابرِ
من ذا رأها بالجهالة تكتسي
تبكي و تشكو جرحها للعافرِ
(جالوتها) قد عاد يحمل درعه
والملك فيها للمسيخِ الفاجرِ
صاحتْ بقومي (لا مساس) و إذ بهم
فتحوا جراحًا بالرصاص الغادرِ
من فوهة الأحقاد حربٌ تستوي
موتٌ يفوحُ ببدوها و الحاضرِ
فجروا إذا ما خاصموا إخوانهم
وتذلَّلوا رغم العُتُلِ لصاغرِ
بالخاطر المكسور كلٌ يُبْتلى
والقصف لا يرنو لطيب الخاطرِ
يا رب غادرَنَا السَّلام و ما بقى
إلا أنين قصائدي و دفاتري
سبعٌ عجافٌ ما لها من (يوسفٍ)
(عامٌ يغاثُ) و لو بُعَيْدَ العاشرِ..!