تساقطَتْ صرختي فوقَ جبالِ صمتي
اللغةٌ فقدتْ قدميها
وامتلأَ البحرُ بجثثِ اللهفةِ
أصعدُ سُلَّمَ الوحدةِ
الفضاءُ يعجُّ بالخرابٍ
والدّمارُ يورقُ بالدَّهشةِ
ما منْ سماءٍ إلّا وتسكنُها الانكساراتُ
ما منْ كلمةٍ إلّا ومشبعةٌ بالهلاكِ
تقتربُ منِّي الرُّيحُ
تبحثُ عنْ سحابٍ في دمي
عن قبرٍ في أشرعتي
عن حفرةٍ في وميضي
الأرضُ تتمسًّكُ بظلٍّ اللَّهبِ
والشجرُ يثمرُ الفاجعةَ
لا أفقَ في المدى
لا مطرَ في السنبلةِ
فتحتْ عذاباتي أذرعَ غاباتِها
كان السَّرابْ يقضقضُ عُنُقَ الينابيعِ
والليلُ يتدثَّرُ بفراءٍ الخوفِ
والصّدى يتزاحمُ على التّلاشي
من موقعي لا أبصِرُ إلّا إعدامَ الرَّبيعِ
لا أسمعُ إلّا صوتَ الخفاءِ
لا ألمَسُ إلَّا عزيمةَ الموتِ
كما لو أنَّهُ نهرٌ يجري فيه العطشُ
رغيفُ خبزٍ من أوجاعِنا
أغنيةٌ خرجت عن مسارِ موسيقاها
وردةٌ تزيِّنَ جمجمةَ الفطيسةِ
الكونُ يتمدَّدُ
ونحنُ نتقوَّضُ
نتشرَّدُ
نتلاشى
تذرونا الكراهيَّةُ
ويسفكُ دمَنا التَّرحابُ والأخوةُ !!.