عُدْ عندما تنتهي الحربُ يا حبيبي..
عُد ْ سالماً؛
كي نستأنفَ حبّاً أجّلتهُ الحربُ
وشوقاً فاض َ عن حاجةِ الانتظارِ
وكي نُعمّر الخرابَ في أ أرواحنا
وفي البلاد….
في حُمّى انتظارِكَ
كنتَ تهزأُ من أفكاري عن الحربِ حينَ أقولُ:
– ليتَ أنَّ الحربَ بلا موتّ ولا موتى !
فيردُّ صوتٌ كما لو أنّهُ أنتَ :
هي ليست نزهةً
فالموتُ طبعُ الحربِ القديم
الموتُ ذاكَ الوقتُ الكافي لوصولِ الرّصاصةِ من فوّهةِ البندقيّةِ إلى الجسدْ..
كلُّ ما على الجنديِّ أنْ يضغطَ على الزّنادِ ،
دونَ أنْ يكترثَ لهمِّ الرّصاصةِ في الوصولِ
فالباقي تعرفهُ الرّصاصة ُ جيّداً..
الباقي تحصيلُ حاصلْ
إنّها الحربُ…
فإنْ لم تكنِ القتيلَ
حتماً ستكونُ قاتلْ
– لماذا ذهبتَ إلى الحربِ إذن ؟!
= لأستردَّ غيمةً كنتُ أُربِّيها في سماءِ وطني صادَرها الجُباةُ بتهمةِ المطر..
وأقماراً مدفونةً بظلامِ الزّنازين ِ بتهمةِ الضّياءِ
وصباحاتٍ سرقوا منها الشّمسَ والزقزقات ِ
وكي..
أَختارَ من الحبرِ مايليقُ
لأَكتبَ لكِ قصائدَ الحبِّ
وكي..أستردَّ حريّتي في البكاءْ…
عُدْ إذنْ ياحبيبي
غابةٌ من الشّوقِ والموتِ نَمَتْ بيننا
عُد ْ سالماً عندما تنتهي الحربُ
فلقد خبّأتُ لكَ في ثواني الوقتِ
أزهارَ اللّقاءْ….
عُدْ
يا
حبيبي….