عرفتها في الدرب فارسةَ الهوى
ترمي الفؤادَ و كل قلبٍ في الثرى
وإذا رأت حمرَ العيونِ تَرجلت
ومضت تنازلُ كي تنالَ وتثأرا
تغشى الوغى لتردَ من منها ابتغى
وترومُ من خيرِ الفوارس عنترا
تلهو وتلعبُ في الرصيف وترتجي
مِن مَن رآها أن يعودَ لينظرا
وتمرُ من بين الشباب وتنتقي
من قد تحرشَ في الطريق وغَررا
ترمي السلامَ إليه بعد غواية
من طرقِ كعبٍ أزورٍ كي تَعبرا
وتعودُ نحوَهُ كي يردَ سلامها
وتميلُ ميلَ غزالة كي تَنفرا
تنهى وتأمرُ كل من منها احتمى
وتلومُ من فقد الهدى إن أبصرا
تأتي وترحلُ كي تعودَ ومالها
ذنبٌ إذا عنها الحبيبُ تأخرا
لما رأتني جَرجَرت منها الخطى
ومضى بها بنطالُها وتَعثرا
وتأرجحت بين الجموع وذرذت
نغم الدلال إذا المرور تعذرا
حتى إذا وصلت إليَ تناثرت
أنغامُ حب في الزحامِ المزدرى