في فترةِ التِّيهِ قلبي لمْ يزلْ يهوى..
ولم يذقْ فيهِ لا مَـنَّــاً ولا سَلوَى..
أينَ ادَّعاءاتُ أهلِ الحبِّ؟ لستُ أرى..
في مَهْمَهِ الحُبِّ إلا الغدرَ والشكــوَى..
ألقيتُ قلبي وحرفي في غيَـابَتِهِ..
فأيُّ سيَّارةٍ ؟تُدلي لهُ دَلْــوَا..
اليومَ خابَتْ معَ الآمــالِ قافيَتي..
وأصبَحَ الشِّعـرُ في دينِ الهَـوى لَغْوَا..
لا الشّعرُ يُنسي جِراحاتي مَـوَاجِعَهــا..
ولا الموَاويلُ تُهدي مُهجتي سَـلْوا..
ياأوَّلَ الحُبُّ يا أُولى مُغــامرَتي..
أهـواكِ أهــواكِ إذْ أهوى بلا جَــدوَى..
أفنيتُ بالحُبِّ عُمراً في جَهَنَّمِـهِ..
ولمْ تَــزَلْ مُهجَتي في نارِها تُشْــوَى..
صبَـرتُ إذْ عانَقَتْ جُرحي مَيَاسِمُهُ..
قـد قيلَ:-لابُدَّ للمجرووحِ أن يُكوَى..
حاوَلْتُ أنسـاكِ أو أمحوكِ مِنْ لُغَتـي..
وحينَ أنساكِ قلبي يسجُدُ السَّـهْوَا..
حاوَلْتُ حاوَلْتُ أَشفي داءَ شانِئِنا..
لكِنَّهُ اليومَ أضحَى ينقُلُ العَدوى..
في النَّاسِ في الأهلِ يرجو نقْلَ عِلَّتِهِ..
ولمْ يجِدْ غيرَهُ مَنْ يحمِلُ البَــلْوَى..
ما حالَ بيني وبينَ الحُبِّ طاغِيةٌ..
فأخْبِروا كلَّ طاغٍ أنَّني أهْـــوى..
أمــامَ فرعونَ هذا الشِّعرُ مُعجزةٌ..
قولواْ لفرعونَ إنِّي في الهَــوى أقْــوَى..
عَصَايَ حَرفي وحرفي إنْ نطَقتُ بهِ ..
سيلْقَفُ الحرفُ ماقالوهُ لي لَـغوَا..
أشُقُّ بالحرفِ بحراً ثمَّ أعبُرُهُ..
وأترُكُ البحرَ خلفي للعِدا رَهْواَ..
ليُغرِقَ اللهُ كلَّ الشَّانئينَ بِــهِ….
أوْ يُنقِذَ اللهُ من خاضوا الهوى سَهْوا….
فلَستُ موسى ولا التوراةُ من صُحُفي….
ولستُ هارونَ في الإيمانِ والتقوى….
أنا الذي ظنَّ أخطارَ الهوَى لَعِباً….
وظنَّ دنياهُ من بدءِ الهوى لهوا….