بنورٍ عظيمٍ أضاء المدى
وأنفاس حرٍ سرت موقدا
توهجت يافجر اكتوبرٍ
فوثَّقت في الأنفس الموعدا
فنارك نقشٌ قضى بالخلود
لأرواح من ثار واستشهدا
ووهجك سال بمجرى الفؤاد
وقد حاط أركانه عسجدا
علوت على كل مستعمرٍ
وجاوزت بالثائر الفرقدا
وألهمت فكر الأباة الذين
يمنون أرواحهم بالفدى
وجرعت أطماع مستعمرٍ
أُذيق بكفِّك كأس الردى
وحين عصفت بأطماعهم
تربع فينا الإبا سيدا
فأيقنت أنك فجر البلاد
تُبدِّد بالنور جمع العِدا
سحابتك الظِّل فوق القلوب
وغيث غمام يبل الصدى
فأينعت الأرض زهراً طروباً
بإيقاعها يستفيق الندى
تلوناك يا فجر اكتوبرٍ
كتاباً لأجيالنا مرشدا
..
بميلادك اليوم عاد الذين..
وقد كنت تعرفهم جيدا
وما اختلفت غير أسمائهم
وكانوا لتمزيقنا واحدا
كأنا بنا مثل ذاك الزمانِ
يكررنا مشهدا مشهدا
عهدناك نهراً لأفراحنا
وقد كنت دوما لنا موردا
فهلا أعدت لنا فرحة
تعيد الذي ضاع منا غدا