فلسفة التناقض/بقلم:شاهر عبدالواسع الأثوري

تَطاولَ ليلُ السُّهدِ في مَخدعِ الكَرَى
ولامسَ كفُّ البوحِ مِن قَعرهِ الذُّرى

شُجونٌ مِن الوجدان مَاسيَّةُ الرُّؤى
تصبُّ مِن الأفكارِ دُرَّاً وجَوهرا

يلوح صباحُ البائِسينَ..مُشعشعاً
وما زالَ ليلُ القهرِ في صُبحِهم يُرى

أرى ذلك المجهول لا زال تائِهاً
يَرى الأمر مفهوماً ويغدو مُحَيَّرا

يُسافر يَمضي يَقطع الدَّربَ راحلاً
وتلقاهُ باقٍ لا تَولَّى ولا سَرى

يُلملمُ أفراحاً مِن الهمِّ والأسى
ويَبني مِن الأحزانِ حِصناً ومِنبرا

يُرقع ثوبَ القَهرِ مِن خِرقةِ المُنى
ويَصنع بالخُسرانِ نَصراً مُؤزَّرا

برغم هطول الغيث لا زال صادياً
ولا زال كالصحراء قفراً وأغبرا

ويظما لكي يَروى ويَخضرَّ عُودهُ
وما كان يوماً مِن ندى الماءِ أخضرا

إذا سارَ حِيناً يقطع الدرب ماضياً
تراه يعود الخلف في الدرب قَهقرى

تراهُ يسير الليل لا ضوءَ عندهُ
وبالصُّبح يَستجدي ظلاماً لكي يَرى

ويَحرسُ زرع الغير ينسى لزرعهِ
فيصبح منهوباً وقد صار مُثمرا

ويَجهل معلوماً مِن الأمرِ واضحاً
وإن قالَ: لا أدري فقُل: إنَّهُ دَرى

وليسَ لهُ في الناسِ خِلٌّ وصاحبٌ
وتلقاهُ في الأشواقِ قيساً وعَنترا

يَحنُّ إلى ليلى ويَهوى عُبيلةً
ويهدي إلى حَسناء مِسكاً وعَنبرا

لكي يُظهرَ الأحزانَ يأتي بضحكةٍ
وكي يُظهرَ الأفراح يَبكي مُكَدَّرا

تَراهُ فقيرَ الحالِ يشكو خصاصةً
وتلقاهُ بعض الحينِ كِسرى وقيصرا

لهُ عينُ صقرٍ في هوى كُل باطلٍ
وتَلقاهُ عند الحقِّ أعمى وأعورا

يبيعُ الذي يهوى بلا أيِّ حَسرةٍ
وما كان مبغوضاً إلى قلبهِ اشترى

فلا تسألوني مَن هو ما هو اسمهُ؟
دعوا كلَّ إنسانٍ يَراهُ الذي يَرى

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!