لصحيفة آفاق حرة
فيروز والصباح
(فيروز صوتها يسكن فينا كسرب حمام أبيض، ولها هذه الأبيات المتواضعة)
قصيدة
نجيب كيَّالي
غنِّي، فعمري نغمةٌ وربابُ
أنسابُ حيث قصيدةٌ تنسابُ
تتنهَّد الألحانُ حولي عذبةً
وأنا بهمس العاشقينَ جوابُ
فيروزُ تفتح لي سماواتِ الهوى
فيطيبُ لي فرحٌ بها وعذابُ
وتطيبُ لي من قهوتي رَشَفاتُها
ومن السعادة ترقص الأكوابُ
شيخوختي أنسى، فأسبح جائباً(١)
أفْقاً، وأفْقاً. إنني جَوَّابُ
حتى الشموسُ أمسُّها بأصابعي
وعلى الأقاصي تُطبِقُ الأهدابُ!
إنْ لم تُغنِّ فلا صباحَ لحيِّنا
لا نشوةٌ فيه، ولا أطيابُ
والكرمُ لا طيرٌ ولا أنسٌ به
لا سَكْرةٌ حتى ولا أعنابُ!
فيروزُ لؤلؤةُ القلوب، حمامةٌ
لمجيئها تتفتح الأبوابُ
كلُّ المغنينَ انطوَوْا في صوتها
وأتى ليطلبَ رشفةً زريابُ(٢)
*
(١) جائباً: سارحاً متنقلاً.
(٢) زرياب: من مشاهير المغنين العرب القدامى.
٢٠٢٠/١٠/١٥