في البالِ أسئلةٌ عليكَ تدورُ
وعليكَ تسألني الدُنا والدُّورُ
وأنا أُحملقُ في الجهاتِ مُنادياً
ومُسائلاً هل عُدتَ يا مقهور!ُ
يامَن تركتَ بُعيدَ بُعدكَ قاربي
يطفو بهِ موجُ الأسى ويغورُُ
ذبلت غصونُ الماءِ وارتد الصدى
وأنا أصيحُ وما إليكَ عبورُ
أأعودُ تبكي عنكَ كل قصائدي
والبلبلُ الصداحُ والشحرور!ُ
وأعيشُ بعدكَ يا حبيبُ مُغرباً
ومُضيعاً والغائبون حُضورُ
والحُبُّ لا دينٌ يُحرمهُ ولا
شرعٌ ولا عُرفٌ ولا دستورُ
وعلى عمودِ الشمسِ ظلُكَ واقفٌ
وعلى عيونِ اللَّيلِ يغفو النورُ
وعليَّ عهدٌ يا حبيبُ بأنني
سأراكَ مهما أظلمَ الديجورُ
وعلى الضِفافِ شُعاعُ فجرٍ لا يُرى
يوماً ستنظرهُ العيونُ الحورُ
وملامحي تحكي أساكَ وهمّتي
تهفو إليكَ وخافقي مسجورُ
واللَّيلُ يسلبُ بسمتي وبشاشتي
والقهرُ يثقلُ كاهلي والجورُ
وأنا الذي قالوا عليَّ بأنني
رغم الضياعِ مُثابرٌ وصبورُ
وأمام عيني الآن حُلمٌ واقفٌ
يرنو إليكَ وطرفهُ مكسورُ
ونظرتُ ثانيةً بعينيّ وامقٍ
فإذا الشجون الساهرات تزورُ
وكأنَّ ما بينيي وبين أحبتي
حِقبٌ أطلتُ بها النوى وعصورُ
وكأنَّ ما بيني وبين حبيبتي
عدن الهوى مُنذُ الفراقِ دُهورُ
واليوم قَد وافيتُ أحملُ مُهجةً
بيدي اليمين وفي اليسارِ زهورُ
يا بسمةَ الـوطنِ الجريحِ تأملي
دمعي الذي في مُقلتيَّ يثورُ
إني أحبُكِ فوقَ كُلِ حبيـبةٍ
والقلبُ فيكِ متيمٌ مأسورُ
فمتى على شفتيكِ تبتسمُ المُنى
ومتى يُزيُّنُ وجنتيكِ سرورُ ؟!
ومتى تُصافحُ راحتيكِ أكفُنا
ومتى إلى ” نُقمٍ ” يحنُّ ” الخورُ “؟!ُ
ومتى ذُرى ” شمسان” تشرقُ شمسُها
ويضمِّخُ الأجواء َ فيكِ بخورُ ؟!
والكلُ يسألني بنبرةِ حائرٍ
مِن أين أنتَ وفي دمي تنورُ
وكأنني وافيتُ مِن مدنِ الأسى
وملامحي فيها الأسى محفورُ
وعلى فمي بوحٌ يغصُّ وأعيني
تهمي وقلبي بالحنينِ يمورُ
يا مَن إلى عينيكَ قلبي ذائبٌ
وقلوبُ مَن حولي حصى وصخورُ
لكَ جُبةُ المجدِ العتيقِ وعِزُها
وبكَ الزمانُ مُكابرٌ وفخورُ
والدهرُ يسألُ عنكَ أيُّ قصيدةٍ
سيقولها إن فاضَ مِنهُ شعورُ
والقاصدون ندى يديكَ كأنَّهم
حجوا إليكَ وحِجهم مبرورُ
يا أنت يا وطناً أطالَ بهِ النوى
ماذا وعنكَ قوى المجازِ تخورُ؟!
ماذا وقد عجزت عيونُ الشعرِ أن
تحكي ومعناكَ الخفي جهورُ؟!
أنت الحقيقةُ واليقينُ وكلُّهم
وهمُ السرابِ وما حكاهُ الزورُ