آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
فِي الشَّامِ شبِّيحَةٌ طَاحُوا وَمَا طَاحُوا
مُقَرَّنُونَ.. وَفِي صَنعَاء أَشبَاحُ
(حَمَاةُ) تَفتَحُ عَينَ (الحَيمَتَينِ) عَلَى
إِزَاحَةِ اللَّيلِ.. حَتمًا سَوفَ يَنزَاحُ
وَ(الشَّرعُ) يَأتَمُّ بِـ(الشَّرعِيَّةِ): اتَّخِذِي
فِي كُلِّ شِبرٍ مُصَلًّى.. ثَمَّ إِصبَاحُ
بَينَ (السُّوَيدَاءِ) وَ(البَيضَاءِ) تَوأَمَةٌ
وَبَينَ (حِمصٍ) وَ(إبٍّ) هَذِهِ الآحُ
تَقُولُ (دَرعَا): (تَعِزُّ العِزِّ) ثَائِرَةٌ
وَجُرحُ (إدلِبَ) فِي (المَحوِيتِ) نَضَّاحُ
وَمِثلَمَا احتَفَلَتْ فِي (حَجَّةٍ) (حَلَبٌ)
فُلُّ (الحُدَيدَةِ) مِنْ (طَرطُوس) فَوَّاحُ
يَا (شَامُ) يَا (يَمَنَ الإيمَانِ) بِي شَجَنٌ
مِنْ آخِرِ الرُّوحِ، لِلإِنسَانِ فَضَّاحُ
فِي كُلِّ سَاحٍ أَرَى مَنْ يَسفِكُونَ دَمًا
بِجُملَةِ البَغيِ فِي طُغيَانِهِمْ سَاحُوا
فِي كَفِّهِمْ لِلعَطَاشَى كَأسُ أُمنِيَةٍ
فِي الكَأسِ مَاءٌ، وَتَحتَ المَاءِ تِمسَاحُ
وَحَاصَروا كُلَّ حُرٍّ فِي الحَيَاةِ وَكَم
كَالسَّيلِ يَجتَثُّهُم مِنهَا وَيَجتَاحُ
شَاؤوا البُيُوتَ صَنَادِيقًا، وَقَدْ مَلَؤُوا
كُلَّ السُّجُونِ.. وَصَوتُ الحَقِّ صَدَّاحُ
شَاؤوا البُيُوتَ صَنَادِيقًا لِمَن حَمَلُوا
نُورًا.. وَمِنْ كُلِّ بَيتٍ طَارَ (وَضَّاحُ)
يَرُوحُ حُلمٌ وَيَغدُو غَيرَ مُنطَفِئٍ
وَالحُلمُ فِي النُّورِ غَدَّاءٌ وَرَوَّاحُ
سَتُملأُ الأرضُ عَدلاً مِثلَمَا مُلِئَتْ
ظُلمًا، وَكَم تَعقبُ الأحزَانَ أَفرَاحُ
يَا مُتعِبَ النَّاسِ فِي شَامٍ وَفِي يَمَنٍ
وَاللَّهِ لَمْ يَتعَبُوا إِلاَّ لِيَرتَاحُوا
عَلَى سُفُوحِ الأَمَانِي ثَائِرُونَ كَمَا
عَلَى سُفُوحِ المَنَايَا السُّودِ سَفَّاحُ
لا تَشتَكِي الأَرضُ مِنْ ظُلمٍ وَمِنْ عَبَثٍ
إِلاَّ وَيَقضِي عَلَى الإِفسَادِ إِصلاحُ
مَا فِي المَدَائِنِ مَنْ يُلقِي عَظَائِمَها
لِلطَّامِعِينَ، غَدوا لِلحَربِ أوْ رَاحُوا
فِي كُلِّ ذَرَّةِ رَملٍ ثَورَةٌ وَدَمٌ
وَتَضحِيَاتٌ عَظِيمَاتٌ وَأَروَاحُ
فَاضمُمْ بِلادَكَ فِي حُبٍّ وَعَاطِفَةٍ
فَلِلمُحِبِّ وَلِلمَحبُوبِ أَجنَاحُ
فَكَمْ تَغَارُ المَنَافِي مِنْ مَدَاكَ، وَكَمْ
تَضُمُّ (تَدمُرُ) مَا ضَمَّتهُ (صِروَاحُ)
