ناجح حسن صحفي لا يمكن أن يتقاعد عن الكتابة؛ (خَلَّص) من “بترا” و”الرأي” تباعاً، فبدا مكتبه موحشاً، يتراكم عليه الغبار والعناكب، ويوم أمس كان اليوم الأول في (الرأي) الذي أشرب القهوة فيه وحدي دون أخي وأستاذي ناجح حسن. أتمنى له التوفيق.
راسبٌ بامتياز شعري إذا لم
يصطفي ناجحاً ويُوري سناهُ
ظلَّ تمشي رجلاه في كلّ دربٍ
وإذا بالسنين تدمي خطاهُ
كان يمضي لـ”الرأي” مثل يَمامٍ
ولـ”بترا” هديلُه في سماهُ
غير أنّ (الستين) صارت فؤوساً
هدمتْ كلّ ما بنى في صِباهُ
محزنٌ أنّ يمرّ ضيفاً علينا
وهو بالأمس كلّ ضيفٍ أتاهُ
العداوات خيّمَتْ فوق رأسي
وصديقي الوحيد غابت رؤاهُ
لا تغادر إلى التقاعد واصنع
عالماً منك وازدهر في مداهُ
شجر العمر سوف نقطف منه
ما استطعنا، ولن يضيع جناهُ
(السرافيس) بعد أن غاب حنّت،
و(التكاسي)، لما تجود يداهُ
والمساكين في الشوارع باتوا
يسألون الحيطان عمّا دهاهُ
والسطور الزهراء من يبتنيها،
كي يباهي بها النجوم، سواهُ!
يا أبا شومر العزيز تداعى
في (الكرادور) صوتنا، بل صداهُ!
كيف للشاي بعدكم من مزاجٍ
ولمن قهوة المسا يا شفاهُ
مكتبٌ موحشٌ وبعض حروفٍ
عَنْكَبَتْها الظروف، فاسأل أخاهُ
دهرنا مضحك التصاريف يبدو
مثل كرسي الحلاق كلٌّ غشاهُ
كم أتانا من قبل ناجح (ناسٌ)
قاعَدَتْهُم أعمارهم ثمّ تاهوا
ملؤوا السمع يوم كانوا شباباً
فطوى الدهر مجدهم فمحاهُ!