أتيتُ إليكَ يا نبعَ البيانِ
وبي تعبُ الدقائقِ والثواني
أتيتُ مُؤَلّفًا من كلِّ شوقٍ
تَناسَلَ في دمي عبرَ الزمان
رسولَ اللهِ يا مَن مدَّ جسرًا
لكلِّ العابرينَ إلى الأمانِ
أحبكَ يا رسولَ اللهِ حبًّا
تَغشّاني، وأوغلَ في كياني
فذكرُكَ يا محمدّ لي براقٌ
عرشتُ بهِ إلى أخفى المعاني
وذكركُ يا محمدُ لي حياةٌ
وإنّي إنْ ذكرتُكَ فيكَ فانِ
وإن تفنى القلوب بِمَنْ أحبَّتْ
سَتُبعَثُ من عروقِ الافتتانِ
وكمْ حاولتُ حصرَكَ يا حبيبي
على ما اخْضَرَّ، لكنْ ما كفاني
لأنَّكَ دَهْشةُ الألوانِ، أهوي
إليكَ إليك، تحدوني الأغاني
أجيءُ إلى بياضِكَ باغبراري
لتغسلَ وحشتي، والقلبُ عانِ
(فهل تحنو رياحك يا حبيبي
على سُحبي، وتهطلُ في جَناني)