في مقلتيك/بقلم:محمد الدمشقي (سوريا)

في مقلتيك بريقٌ بتُّ أخشاهُ
وجذوةٌ من غدٍ لاحتْ نواياهُ

أوَّاهُ من نظرةٍ فكَّتْ جدائلَها
رمتْ على خافقي سهماً فأرداهُ

ألفيتُ روحي على بلَّلورِ رعشتها
عشباً يلملمُ ضوءاً من مراياهُ

وليتني لم أصلْ شطآنَ أمنيتي
لا يقتلُ المرءَ إلا ما تمنَّاهُ

ماذا أضيءُ لها والليلُ يشربني
برُّ كئيبٌ أنا والغيمُ يغشاهُ

لا ألتقي بالمنى والحظُّ يسبقني
وليس يبصرني عزٌّ ولا جاهُ

لكنَّ دنيا من الأحلامِ تسكنني
وفي فؤادي من الإحساسِ أسماهُ

لا أملكُ الدرَّ لكن في دمي عبقٌ
من لهفةٍ بحرها يهفو لمرساهُ

وليْ يدٌ من حنانٍ لستُ أقبضها
ونفحةٌ من حنينٍ أنتِ فحواهُ

أنتِ الندى في صباحاتي ورقصتهُ
والعطرُ في مهجتي والوجدُ والآهُ

منك القصائدُ تستسقي جداولَها
وكلُّ نبضِ اشتياقٍ أنتِ مغزاهُ

يا نغمةً أدمنتْ روحي صبابتَها
في ضوئها يلتقي قلبي بمعناهُ

وجنَّةً لم أزل أسعى لأبلغَها
ليستكينَ فؤادٌ أنتِ بلواهُ

وأنتِ بلسمُهُ إن مسَّهُ وصَبٌ
وأنتِ غايتهُ إن بثَّ شكواهُ

أنلتقي والمنى تسقي جداولنا
ويذكرُ النهرُ بعدَ البينِ مجراهُ

ويرتِقُ الحبُّ أوصالاً ممزَّقةّ
ويحضنُ العاشقُ الولهانُ أنثاهُ

مهما النَّوى مدَّ في الآفاقِ عتمته
يبقَ المتيَّمُ مشتاقاً لليلاهُ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!