كأنما لا زمانٌ قبلَ أنْ تأتي
والأرضُ قبلكِ في نسيَانِهَا البحتِ
مسافرٌ فيكِ، لا عُمرِي يُبلِّغُنِي
وعالقٌ فيكِ، لا فوقي، ولا تحتي
كأنني ليلةٌ لا تنقضي أبدًا
أشكو شحوبي لقنديلٍ بلا زيتِ
لي منكِ أقصى نهاياتٍ أُصدِّقُهَا،
كموعدٍ ربما في آخرِ الوقتِ
ما زلتُ أحملُ أيامي على كتفي
مُذْ أخرجَتْنِي مياهُ النهرِ من بيتي
وأقتفي الريحَ في صحراءِ عاطفتي
مخبئًا وحشةَ الناياتِ في صوتي
عيناكِ أولُ أحلامي وآخِرُهَا
وخاطرٌ في خيالي غائرُ النحتِ
هل كانَ حبُّكِ في ميزانِهِ عطشًا؟!
وحدي أقاسيهِ في وادٍ بلا نَبْتِ
فلا عليكِ، لقد أهرقتُ فيكِ دَمِي
فلا ترقِّي لغصنٍ شاخَ يا بنتي
دعي الحنينَ لمثلي، إنهُ قدري،
وأهمليني طويلًا مثلما شئتِ
لا أنتِ تدرينَ ما في القلبِ أكتُمُهُ
ولا أنا عاتبٌ إلا على صمتي
لكنني متعبٌ مِنْ بينِ مَنْ عَبَروا
كأنني دونَهُمْ حدَّقتُ في الموتِ