ها قد أتيتُكِ والسَّلامُ عليَّا
قالت سلامي أن هَلُمَّ إليّا
فالعاشقُ الكونيُّ ما قالُ السَّلامُ
عليَّ بل حيَّا الزَّمانَ وبيَّا
كأسًا من الشَّاي؟
استرح يا ظامئًا
قطعَ اللَّهيبَ إلى اللَّهيبِ نديَّا!
… عادت كطفلٍ لم يجد بعدَ الفطامِ
سوى خيالِ الثَّديِ في شفتيَّا
أتريدُ كوبًا رابعًا؟
بل فاسبلي
مطرَ الهوى قحطُ السنينَ لديَّا
كأسًا ورا كأسٍ
وذوقًا بعدَ ذوقٍ
أشربُ المعنى وحُسنَ مُحيَّا
في الشَّاي كَرْمٌ؟
لا…
فهل بالرِّيقِ…؟
لا…
لم تصنعِ الأكوابَ غيرُ يديَّا
هل كان سُكَّرُكِ المذابُ حَنُوطَ ظبيٍ صارَ يركضُ نحو غصنِكِ فِيَّا
زدني فشعرُكَ قد يذيبُ صبابةً
ويديرُ كأسًا ظاهرًا وخفيَّا
رُدِّي عليَّ: الكأسُ آياتٌ فمن
سيكونُ ثغرًا؟ من يكونُ نبيَّا؟
قالت بربِّكَ زد فشعرُكَ…
قلتُ هل
في الكأسِ ساكِبَةُ الجمالِ طريَّا؟
بل سُكَّرٌ، والشَّايُ ليسَ بِمُسكرٍ
والماءُ قبلَ النَّارِ كانَ نقيَّا
قلت الأنوثةُ والكؤوسُ وشاعرٌ
لم يتركوا الجمعَ اللَّطيفَ بَرِيَّا
لولاكِ خمرُ الشاي لم يُسكَر
فداوي السُّكرَ منكِ، وقَبِّليهِ مَلِيَّا.