لأنــك قــــد تــراها أو تـــُريكا
إذا ما اعتدت أن تغدو وشيكا
وتخبر عنــــك مـذهولاً دعاها
أسيراً فيـك قد أضحى مليكا
لأَنـــت أشــــد من قلقٍ ثناها
وأعمـــق من بحورٍ تحتويكا
تضــم إليك ما تخفيه عنها
وتفصــل عنك ضراً يبتغيكا
مجنحةً تطيـــر على رؤاها
حـــدائقها ليـالٍ تشتهيـــكا
وأنت تضمها من غير كــفٍ
فتبلغ عنك ما تشكوه فيكا
كفيفاً عن جناها حين تطوي
مدائنَ شوقها في واهبيكا
أنلها طهر شوقــك إن تبدى
لها من شــوقها ما يجتبيكا
لتخطو فوق خطوتها وتسعى
على أهــدابها إذ تفتـــديكا
وحيداً حيث تمشي إذ تولي
لشطــر هــواك قلباً يقتفيكا
معتقــة الجمال وقــــد تلاها
غروب الشمس مع أملٍ يليكا
جنوناً قد أماطت كلّ حرفٍ
تلثّم في براءة حاسديـــكا
تقول وقد تباهى النور فيها
أتيكَ بلغت أم أقصيت تيكا
أريحي القلب واقتاتي حنيناً
فلست بصابئٍ يدعو شريكا
بلى جهلتْ عيونك بيد أني
جهلتكَ من جهالة جاهليكا
فكدتُ مكائدي من كيد ظني
وكدتُ أكفّ وصلاً يكتفيكا