جاءتني ذات يوم تحمل قيثاره
امرأة تعرف كل ما أود إيثاره !
قيثاره !
على أوتارها يُسَوّي قلبي أوتاره
على أنغامها يحدد عقلي مساره
قيثاره !
أجمل ما يهدى للحب وأنصاره
ساوَيْت أوتارها على صوت
موج البحر الهادئ وأنهاره
لأرصد النشاز وأقطع أدباره
لأعزف الصفاء وأرسي قراره
لأعرف كُنْهَ الوجود وأسراره
لأكشف الزيف وأرفع أستاره
وقبل إغلاق اللحن كَلَّ كفي
وأبْدَتْ كل أناملي استشعاره
وارتعدت فرائسي، فعلى امتداده
كأن خسوفا طوى أمياله وأمتاره
كم أنا أحمق؟ ! لم أدْر بأني
كنت أثير الرعد وإعصاره
إذ كان قصدي فيه إهداء
عمري لحن السكون وأشعاره.