كأسٌ مخمورٌ بالوحشة
كأسٌ من أي شئٍ
والخمرِ مجاز
رشفة أولى..
أحس الكون نغمةٌ حزينةً
علي وترِ الحلم البعيد
يتسارع اللحن وتتوعك قدماي
لم أتقن الرقص بعد
رشفة ثانية..
يتمثل أمامي طيفُها
مرتديةً ما تستثنيه من القمصان
تدعوني ثمارها لفتنة عظيمة
فأي الثمار ثغري جانيا؟
أستفيق محتّضنًا وسادتي المتهالكة
رشفة ثالثة..
موج البحر ثائر
يعاني الوحدة واختناق الاحتباس
يعتّرض علي أيقونة القدر
يحطّم بعنفوانة أصلب الصخور
يبصق الأملاح علي شطئانه مدًا
يبتلع ما يشتهيه من حور النساء
لعله يخمد لهيب اشتياقه لأن يتحرر
رشفة أخيره..
نغمة هادئة تشبه الخريف ..
واللحن بطئ جدًا
أكاد أحرك الذراع والأقدام
ويعود طيفها أمامي فألتّزمه
ولكن متى تجسّد السراب؟!
يهدأ البحر فما من حيلة
وينحسر يشكي وحشته السمك