يُعذّب لا يدري علامَ مصائبه
ومن أيّ نصلٍ تستغيث جوانبه!؟
لماذا انتكاسات الحياة تواترت
فضاقت لتُخنقَ إثر ضيقٍ رغائبه
لماذا يقاسي مرغما متفجّعا
وسيماء أبناء الشقاء مصاحبه
أخاديدَ خطتّها الحياة بلؤمها
توثّق وجها أغرقته مصاعبه
خبا فيه إيماض التفاؤل بعدما
تباعد مرسى واستبيحت مراكبه
لماذا ندوب القلب زاد عديدها
فما موضعٌ إلا وفيه عجائبه!!
يلوّع لا يدري إلامَ عذابه
وأوجع بأسٍ أن تضيع مواهبه
لماذا رماه الحظ بعد التقاطه
وكان جميلا أن يظلّ يصاحبه
كصيدٍ تعالى والشواهق صغّرت
إلى أن تخلى حظه وهو خائبه
وكان عظيما أن يحلّق عاليا
أمانيه في عمق الظلام كواكبه
يوجّع لا يدري إلام متاعبه
علام اختناق العمر حيث رواحبه
وماالحسّ ماالإحساس ماالوعي بالأسى
أكيمياءَ لا يقوى عليها تلاعبه؟!!
لعلّ حصاد الوعيّ مذ عاش خلّبٌ
لعلّ الأماني محض وهمٍ يواكبه
لعلّ تخاييل الشقاء خيوله
محمحمة والقلب جمرٌ تذاوبه
فيهذي وتصهل في حميم تسعّرٍ
يصارع غولا بالخيال يغالبه
ويعجب من طينٍ يعاني توجّعا
نواقله وسط الدماء عجائبه
تمنى زوال الوعي عنه مغيّبا
خلاصا تمنى والخلاص مجانبه
هناء الفتى في أن يموت وينتهي
يُريحُ وتستغشي العذابَ غياهبه