مَرَّتْ على البَالِ أُنثَى كانَتِ البَلَدَا
وكانَتِ الرُّوحَ مِنِّي, كانَتِ الجَسَدَا
أُنثَى على القَلبِ ما زالَت أَصابِعُها
مَرسُومةً, لَم يُصَافِح بَعدَها أَحَدَا
لَمَّا تَنَاءَتْ.. تَنَاءَى عَن يَدِي وفَمِي
طَعمُ الحَيَاةِ, ولَيلِي عَن غَدِي ابتَعَدَا
… ..
مَرَّت على البَالِ.. لكنْ غيرَ آسفةٍ
على تَناهِيدِ قَلبٍ بَعدَها اتَّقَدا
كانَت إِذا الشَّوقُ أَلْقَى جَمرَهُ بدَمِي
أَلقَت على الشَّوقِ خَدًّا بارِدًا ويَدَا
أَو قُلتُ: جُودِي بِوَصلٍ في صَباحِ غَدٍ
مِن كُلِّ دانٍ ونَاءٍ عِطرُها احتَشَدَا
… ..
كَم كُنتُ أَحسُدُ نَفسِي إِن ظَفِرتُ بها
وبَينَ جَنبَيَّ نَفسٌ تَحسُدُ الحَسَدَا
واليَومَ أَهفُو إِلَيها, وهي لاهِيَةٌ
عنّي, وأَشكُو كَأُمٍّ ضَيَّعَت وَلَدَا
أَشكُو ضَيَاعِي، وقَلبي مُمسِكٌ بِيَدِي
شَوقًا إِلَيَّ, وشَوقًا لِلذي فَقَدَا