أتعلمُ
كيفَ يتوهُ الطريقُ،
ويبترُ كفَّ الشراعِ الغريقُ؟!
وكيفَ
المساءُ يخونُ الصباحَ
وكيف العتمُ طليقٌ طليقُ؟!
وكيف الزهورُ تبيعُ نداها
و(يخمشُ) وجهَ الورودِ الرحيقُ؟!
وكيفَ
تشبُّ الثلوجُ اشتعالاً،
تثورُ التهاباً فيحيا الحريقُ؟!
هو أن نظنَّ – وظنُّنا كلُهُ إثمٌ عتيقُ –
بأني الصديقُ وأنتَ الصديقُ.
………
أتعلمُ كيفَ يضيقُ الفضاءُ
ويغلقُ، رغمَ المدى، مصرعَه؟!!
وكيف الصباحُ يفيقُ ثقيلاً
فيحيا قتيلاً
ونحيا معه؟!!
وحادي الزهورَ يَسِلُّ الرحيقَ
فيغفو العبيرُ على مخدعه!!
ونافخُ نايٍ كنافخِ كيرٍ
يغني العذابَ،
ونطربُ نطربُ إذ° نسمعه!!
فنبلعُ صوتَه،
نمضغُ نمضغُ لحمَ صداه،
ورسمَ مداه
ولا نرجعه!!
هو أن نقولَ – وأكبرُ مقتٍ حين نقولُ –
نُزينَ الكلامَ
ولا نتبعه!!!
………
أتعلمُ
أنَّا سنفهم يوماً معنى الحياة°؟!!
فحين نراها تسير وراءً
وتمضيَ تمضيَ
بعد الممات°!!!!!