يَزَنٌ يُهَادِنُ حُزنَهُ ودوافِعَهْ
كَرِبٌ يعَضُّ من الحنينِ أصابِعَهْ
وبَكَى الذي ما كانَ يضحكُ فرحةً
ويَغَارُ إن رَشَفَ الغرامُ مدامِعَهْ
خَطَبَ المدينةَ.. ثم حبًّا هَدَّها
رَجَمَ الهوى.. جَلَدَ الأنامُ مطامِعَهْ
هذا الذي ينجو ببعضِ ظنونِهِ
ركبَ الرِّهَانَ بها وكانتْ بارِعَةْ
الشَّوقُ شابَ على السَّوادِ بعينهِ
ببياضِها فقدَ الشبابُ مطالِعَهْ
في وجهِهِ قَدَرٌ خَلِيقٌ بالمُنى
وبقلبِهِ شَفَرَاتُ حُزنٍ قاطعَة
الحربُ تقتُلهُ وتُحييهِ هوىً
وتُمِيتُه وتبثُّ فيهِ مواجعَه
الحربُ أمكَرَ قاتلٍ.. فقتيلُها
دفنت يداهُ حياتَهُ ومَرَابِعَه
بالقاتلِ المقتولِ تنفُرُ للحِمَى
من وقعةٍ مخدوعةٍ لمُخادِعَةْ
هذا المقاتلُ باسمهم.. وبقلبِهِ
يمنٌ من الأولى لأرضٍ سابِعَة
فالحربُ تَسلُبُهُ.. تُلَقِّنُه..
ولم يَقرَأ من “الأحزابِ” إلَّا “القارِعَةْ”
تجتَثُّهُ..
واليُمنُ قد وشَجَ الثَرى
وتَعَمَّدَ الأُفُقُ المبينُ صَوامِعَه!