كَبرُوا/ بقلم:غالب عبده أحمد العاطفي( اليمن)

القصيدة الفائزة بجائزة الشارقة ٢٠٢٣م:

كَبرُوا
وما انتَظَروا رَبِيعَ حَياتِهِم
وتَشَبَّثُوا بِالحُلمِ
_ طَوقَ نجاتِهِم_

كَبرُوا على مَألُوفِهِم ،
وتَوهَّجوا ؛
لمّا تَمَشَّى الليلُ فِي طُرُقَاتِهِم

كَبرُوا على الوَالِي ،
فما اكتَرَثُوا بِهِ أَبَدًا
ولا رَكَعُوا بغيرِ صَلاتِهِم

ولأنَّهُم أهلٌ لكلِّ عظيمَةٍ ؛
نَزَعُوا فَتِيلَ الخوفِ من (جِينَاتِهم)

كَبرُوا على المعنى ،
فَفَكُّوا شَفرَةَ المجهولِ ،
واكتَشَفُوا حقيقةَ ذاتِهِم

ولأنهم عاشوا الرِّوايَةَ كلَّها ؛
كَتَبُوا ..
فخافَ الخوفُ من كَلِمَاتِهِم

كَبرُوا على النِّسيَان ،
فاحتَفظوا بِكُلِّ الذِّكرَياتِ ،
ورَتَّقُوا طَعَنَاتِهِم

هُم هؤلاءِ السَّائِرونَ إلى الضُّحَى ،
والمُعجِزاتُ تُطِلُّ من خَطَوَاتِهِم

الصَّاعِدُونَ إلى سماواتِ الحقيقةِ ،
مَالِئِينَ من اليقينِ رِئَاتِهِم

الأقوياءُ ،
فلا يُحِسُّ بضَعفِهِم
إلا كَمَالُ الحبِّ في فَتيَاتِهِم

الذَّاهِبونَ إلى السَّرَابِ ؛
نِكَايَةً بالمَاءِ ،
حينَ طَغَى على شَتَلاتِهِم

المَاكِثُونَ لدَى الأسَى ،
يغتَالُهُم ظَمَأُ الحنينِ لِنِيلِهِم وفُرَاتِهِم

هُم هؤلاءِ …
الشَّارِبُونَ على القَذَى دَومًا ،
وقد مَنحُوا الصَدَى غَيمَاتِهِم

المُبعَدُونَ عنِ اخضِرَارِ بِلادِهِم ،
يُخفُونَ قَهرَ الكَونِ في ضَحكَاتِهم

مَن يُشرِقُونَ الآنَ في المنفى ؛
ويبتسمونَ كي لا يشعُروا بشَتَاتِهِم

من يحفظونَ حِكَايَةَ الوَطِنِ البَعِيدِ ،
مَذَاقَ قَهوَتِهِم ،
ونَشوَةَ (قَاتِهِم)

هَا هُم أمَامَكَ في المَنافي كُلِّهَا
فانظُر لحُزنِ البُنِّ في قَسَمَاتِهِم

هَا هُم هُنالِكَ ..
يكتُبونَ جِرَاحَهُم
فاقرَأ لَنَا يا دَهرُ مِن مَأسَاتِهِم

يا سَيِّدِي التاريخُ
حينَ تَزُورُهُم :
سَلِّم على المَخبُوءِ من زَفَرَاتِهِم

في كُلِّ منفًى أَوجُهٌ يَمنيةٌ
تتلخصُ الأوجاعُ في نَظَرَاتِهِم .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!