القصيدة الفائزة بجائزة الشارقة ٢٠٢٣م:
كَبرُوا
وما انتَظَروا رَبِيعَ حَياتِهِم
وتَشَبَّثُوا بِالحُلمِ
_ طَوقَ نجاتِهِم_
كَبرُوا على مَألُوفِهِم ،
وتَوهَّجوا ؛
لمّا تَمَشَّى الليلُ فِي طُرُقَاتِهِم
كَبرُوا على الوَالِي ،
فما اكتَرَثُوا بِهِ أَبَدًا
ولا رَكَعُوا بغيرِ صَلاتِهِم
ولأنَّهُم أهلٌ لكلِّ عظيمَةٍ ؛
نَزَعُوا فَتِيلَ الخوفِ من (جِينَاتِهم)
كَبرُوا على المعنى ،
فَفَكُّوا شَفرَةَ المجهولِ ،
واكتَشَفُوا حقيقةَ ذاتِهِم
ولأنهم عاشوا الرِّوايَةَ كلَّها ؛
كَتَبُوا ..
فخافَ الخوفُ من كَلِمَاتِهِم
كَبرُوا على النِّسيَان ،
فاحتَفظوا بِكُلِّ الذِّكرَياتِ ،
ورَتَّقُوا طَعَنَاتِهِم
هُم هؤلاءِ السَّائِرونَ إلى الضُّحَى ،
والمُعجِزاتُ تُطِلُّ من خَطَوَاتِهِم
الصَّاعِدُونَ إلى سماواتِ الحقيقةِ ،
مَالِئِينَ من اليقينِ رِئَاتِهِم
الأقوياءُ ،
فلا يُحِسُّ بضَعفِهِم
إلا كَمَالُ الحبِّ في فَتيَاتِهِم
الذَّاهِبونَ إلى السَّرَابِ ؛
نِكَايَةً بالمَاءِ ،
حينَ طَغَى على شَتَلاتِهِم
المَاكِثُونَ لدَى الأسَى ،
يغتَالُهُم ظَمَأُ الحنينِ لِنِيلِهِم وفُرَاتِهِم
هُم هؤلاءِ …
الشَّارِبُونَ على القَذَى دَومًا ،
وقد مَنحُوا الصَدَى غَيمَاتِهِم
المُبعَدُونَ عنِ اخضِرَارِ بِلادِهِم ،
يُخفُونَ قَهرَ الكَونِ في ضَحكَاتِهم
مَن يُشرِقُونَ الآنَ في المنفى ؛
ويبتسمونَ كي لا يشعُروا بشَتَاتِهِم
من يحفظونَ حِكَايَةَ الوَطِنِ البَعِيدِ ،
مَذَاقَ قَهوَتِهِم ،
ونَشوَةَ (قَاتِهِم)
هَا هُم أمَامَكَ في المَنافي كُلِّهَا
فانظُر لحُزنِ البُنِّ في قَسَمَاتِهِم
هَا هُم هُنالِكَ ..
يكتُبونَ جِرَاحَهُم
فاقرَأ لَنَا يا دَهرُ مِن مَأسَاتِهِم
يا سَيِّدِي التاريخُ
حينَ تَزُورُهُم :
سَلِّم على المَخبُوءِ من زَفَرَاتِهِم
في كُلِّ منفًى أَوجُهٌ يَمنيةٌ
تتلخصُ الأوجاعُ في نَظَرَاتِهِم .