كِذبٌ، ومَينٌ، وزيفٌ
ما حكى البشرُ
لا يصدُقُ القولَ إلا النايُ والوترُ
لحنٌ يردِّدُ آياتِ السماء
بلا ليٍّ لأعناقِ
ما باحَتْ بِهِ السُّوَرُ
لحنٌ يحاولُ أن يبقى على سِنَةٍ
ما بينَ بينَ
فلا نومٌ، ولا سهرُ
إذا تلوَّن
كي يبقى بلا جهةٍ
بينَ الفريقينِ
أخفى صوتَهُ الحذرُ
لحنٌ يغرِّدُ
لم تسمعْ لواعجَهُ
في هدأةِ الليلِ
إلا الطيرُ والشجرُ
يشكي، ويبكي، ويحكي
ما يكابدُهُ مفارقٌ لحبيبٍ
دمعُهُ المطرُ
يسلو، ويزهو، فيتلو قِصَّةً
خمدَتْ من صدقِ تعبيرِها عن حالِهِ سقَرُ
يحكي لموسى
حكايا غيرَ خافيةٍ
لا ريبَ فيها،
ولا ما ألغزَ الخضِرُ
لحنٌ بوجهٍ حقيقيٍّ
وليسَ لَهُ من زيفِ أقنعةٍ كذَّابةٍ أثرُ
لحنٌ يبشِّرُ بالخيراتِ
في بلدٍ أبناؤُهُ لم يطِبْ في أرضِهِمْ ثمَرُ
لحنٌ يخبِّرُ عمَّا كانَ
في زمنٍ ما عادَ يصدقُ مِن أخبارِهِ خبرُ
لحنٌ يبدِّدُ عتمًا في النفوسِ
كما يبدِّدُ العتمَ في جوف الدجى قمرُ
لحنٌ يعيدُ حياةً للألى صبروا
سطا عليها -بشرع الله- مَن كفروا
لحنٌ تعيدُ صداهُ الدّورُ
صادحةً:
“يا مرحبا بحبيبٍ
شاقَهُ السفرُ
يا مرحبًا بالذي طال البعادُ بِهِ
ما دامَ جاءَ عن الهِجرانِ يعتذرُ”