.لقد تبعت قصائده نزارا
شواطئها يغازلن المحارا
.
وشتان الذي قد جاء فتحا
وآخر قد تناوبها انحشارا
.
كطفلٍ كم يحاول خلق فنٍ
وتمنعه رعونته ابتكارا
.
فلعبته ( غباءٌ أنثوي)
يُقرّعها بلا ورعٍ مرارا !!!
.
يقزّم من مكانتها ليغدو
عظيما في علوٍ لا يبارى
.
ولو كان القضاء به منوطا
لجرّدها ولادتها انتصارا
.
مسطحة مثرثرة كأرض
بوارٍ فحّ ميسمها غبارا
.
يمين الله لم يفقه بتاتا
طبيعتها ليحرثها اخضرارا
.
تبدّى كالجليد وقد تمادى
بقسوته ليحرقها احتقارا
.
يخبّر عن تفرده حثيثا
بلا سندٍ أقاويلا سكارى
.
فلا هي قد أفاقت من غثاء
ولا ثملت بأكؤسه العذارى
.
ولارضيت إمامته نهود
بها اضطرم النزار جوى وثارا
***
نزارٌ أمةٌ في الشعر قرْم
تجَسّده شعورا لن يجارى
.
تشرّب في الأديم هطول مزنٍ
ليبعثه اخضرارا وانبهارا
.
حدائقه يعطرها افتتانٌ
بفلسفة يهندسها اقتدارا
.
فلا هو جاهل في طين أنثى
وقد صارت جنائنها مزارا
.
ولا هي هامش في سفح متن
به قامت دعائمه احتكارا
.
ولست أرى الفصاحة مدح نفس
يعظمّها غلوا مستطارا
.
ولكنّ البليغ من استفاضت
جوارحه حقائق لا تمارى
.
من استقصى الحياة بقلب صبٍ
تخيّرَ مي خواببها البكارا
.
توحّد في حشاشتها فأمست
قصائده تترجمها انفطارا
.
إذا ما فطنة الإبصار غابت
عن الفحوى تبدد أو توارى
.
ومابقيت سوى رشفاتِ شعر
تأنى في صناعتها اختمارا
***
فلا تطمح بأنْ تطأ الثريا
ولم تبلغ كوامنها انفجارا
.
ولم تؤت الكواشفَ بارقاتٍ
كصوفيٍ من الأسنى استنارا
.
تنمّر في الحروف وزد غرورا
تزد سخطا وسقطا لا يُدارى
.
فما ضرع النباهة مستدر
لمن عميت بصيرته افتخارا
.
فلم يبصر سوى أظلال ذات
به انتفخت لتقذفه انشطارا
***
لقد بليت ثقافتنا بقومٍ
ذكورتهم كأنّ بها احتضارا
.
فلا احتضنت جوانحهم زهورا
ولا فهمت عبيرا مستثارا
.
تبلدّت الغيوم بلا لقاحٍ
فأنثى الريح تنبذهم جوارا
.
أناس لم يروا إلا صداهم
فأتبعهم دمارا واندثارا
***
