نَطَرْتُكِ أمْسِ عَلَّكِ تَذْكُريني
فَأحْضُنَ مِنْكِ طَوْقَ الياسَمينِ
نَطَرْتُكِ مُنْذُ آدمَ كانَ طيناً
بكَفِّ اللهِ في غَيْبِ السِّنينِ
تَمُرُّ بِيَ الدَّقائقُ مُثْقَلاتٍ
كما مَرَّتْ على بالِ السَّجينِ
بقايا اللَّيْلِ تَثْمَلُ مِنْ جُفوني
وَيُطْرِبُها انْطِفائي في أَنِيني
تَناهَبَتِ الشُّجونُ مَدارَ فِكْري
وماجَتْ بِي وَساوِسُ مِنْ ظُنوني
فما شَكِّي مُغيثي مِنْ بُروقٍ
إذا لَمَعَتْ تَغيبُ وتَجْتَويني
ولا مَطَرُ اليَقينِ يَبلُّ رِيقي
وأغْرَقَ عاتِياً حُلمَ السَّفينِ
فما ذاقَتْ شِمالي طَعْمَ نَوْمٍ
ولا حَنَّتْ على أَرَقي يَميني
أيُعْقَلُ تَتْرُكي كأسي وظِلِّي
يُكابِدُ وَحْدَهُ ظَمَأَ الحَنينِ؟
هُما سَطْرانِ قَدْ بَقِيا بِبَالي
أُريدُكِ مَرَّةً أنْ تَسْمَعيني
إذا ما شِئْتِ عَنْ قَلْبي رَحيلاً
فَقوليها، ولِلْماضي دَعيني
وَسِيري في جَنازَةِ ماءِ روحي
وفي مَثْوى عُيونِكِ شَيِّعِني
ثِقِي أَنِّي سَأحْفَظُ كُلَّ وُدٍّ
وأرْعى عِفَّةَ الشَّرَفِ المَصونِ
لِأَنَّكِ بَعْضُ البَعْضِ مِنِّي
وكُلُّ دَمي وما مَلَكَتْ يَميني