لا لابدَّ يومُ الموتِ آتٍ
فلا تَركنْ إلى دَعَةِ الحياةِ
ستتركُ كلَّ ما فيها وتمضي
ولن يُجديك غيرُ الصالحات
فإنّ مكارمَ الأخلاقِ تبقى
ويَخلدُ ذكرُها بعد الممات
وليس قصورُنا وكثيرُمالٍ
ولا أحسابُنا بِمخلِّدات
ويَخلُدُ ذكرُ مَنْ رامَ المنايا
بعزٍّ فوقَ سَرجِ العاديات
ولم يُعطِ الدنيّةَ دون موتٍ
إذاانتُهِكَتْ خُدورُالمُحصَنات
كريمٌ يستطيبُ الموتَ جوعاً
إذا شَبِعَتْ بطونُ الجائعات
غنيُّ النفسِ مااستجدى عطاءً
عفيفٌ ليس يطمعُ بالفُتات
وينطقُ إن رأى في النّطقِ خيراً
وبعضُ الصّمتِ أبلغُ في العِظات
حليمٌ ليس يُغضبهُ سفيهٌ
وينأى عن سخيفِ التُرَّهات
رداهُ الطّهرُ محتشمٌ تقيٌّ
فلا عرفَ الخَنا والمُوبِقات
إذا عَصَفَتْ به الأرزاءُ يوماً
وضاقَ العيشُ يفزعُ للصلاة
ويوقنُ أنّما الأرزاقُ وعدٌ
وأنّ اليسرَ بعد العسرِ آت
فدنيانا كموجِ البحرِ لولا
تَخَبَّطُ فيه ريحُ العاصفات
ونحن به على سفر خطير
أحاط الموتُ من كلّ الجهات
ولن ينجو به إلا فَطينٌ
أعدَّ له السفينةَ للنّجاةِ