لا تحسبيني قد وجدتكِ صدفةً
في قعرِ بئرِ الشوقِ
تنتحبينَ من ألمِ الضياعْ..
إني رصدتُكِ في شعابِ الوجدِ
من بدءِ الجنونْ..
قد كنتِ تائهةً وهاربةً
ولكني وجدتكِ بعد لأيٍ
في قرار القلبِ
ترتجفينَ
في ليلِ الحنينِ بلا انقطاعْ..
جاءتْ بك الأمواجُ من قعرِ المحيطِ
لتسكني في خافقي
وتبعثريني في الهضابْ..
وتنفشيني في شعاب الحُلمِ
عطراً كالشعاعِ
وتنثريني ياسميناً
في أُكَيْمَاتِ اليبابْ..
لا تعبثي بالروح
يا هيلين ضميني إليكِ
كما ضممتكْ..
جمعني من شفاه الزهرِ عطراً
في قواريرِ المساءِ
كما جمعتكْ..
وافتحي لي في جدار الصمت باباً
واجمعيني من غيابْ..
حينما طارت إليكِ الروحُ شوقاً
كنتِ هاربةً هناكْ..
كنتِ في وكر الخرابْ..
وأنا من حينها
ما زلت أجمعكِ قطيراتٍ بكأسي..
رغم إحباطي و بؤسي..
رغم يأسي..
صرتِ في كأسي ملاكاً آسراً يجتاحُ نفسي..
صرتِ شاهدةً عليَّ وفي يديكِ
على مغامرتي دليلٌ
مؤلم ٌ كالسيف ماضٍ في الرقابْ..
صار يا هيلين جهدي في غرامكِ
كالذهابِ بلا إيابْ..
نامتِ الأحلام ِفي حضن الدجى..
واستباحتني سكاكين العتابْ..
تغرز النصل بقلبي كالشهابْ..
حيثما تجديني يا هيلين ثرتِ
وامتشقتِ السيفَ صائحةً
ألا ضربَ الرقابْ..
لستُ ادري هل تبقَّى
في حنايا خافقي المحزونِ
شيءٌ من جنوني في
غرامكْ..
بعدما مزقني نصلُ
ملامكْ..
أم رمتني أمنياتي
في محيط الوهمِ
يصرعني تلاطمُ موجهِ
العاتي فدثَّرني العُبابْ..