لا تُحبّي…
إنْ لم يكُن في القلب وطن
ولا في الصدر متّسعٌ لنبضِكِ حين تنكسرين…
لا تُحبّي
إن كان يراكِ ضلعًا ناقصًا
لا قلبًا يُكمل به النقصَ في إنسانيته.
لا تُحبّي
إن كان يجهل أن عينيكِ
تُضيئان لياليه حين يضيع…
وأن صوتكِ وطن
وصمتكِ لغةٌ لا تُتَرجم.
لا تُحبّي
إن كان يرفع صوته على نبضكِ
ولا يسمع انكساركِ
حين تتهدّج كلماتكِ تحت وطأة الخذلان.
حواءُ…
حين تُحب
تجعل من رجلٍ عاديٍّ
أسطورةً لا تُنسى
وتكتُبُ له في سِفر العُشّاق مقامًا بين الخلود.
لكنها…
حين يُهدَر كبرياؤها
تُطفئ الشمس إن أشرقتْ له
وتكسر القمر نصفين
ولا تبكي…
هي لا تبكي!
تمضي واثقةً كأنها لم تعرفه
كأنها ما سكنت بين يديه عمرًا
كأن قلبها لم يكن مسكنه
كأن كل الليالي الماضية
كانت حلمًا وانتهى…
حواء…
لا تطرقوا بابها إن خذلتموها
فهي لا تعود…
لا تنحني…
ولا تُعيد الحب من رماده
ولا تمنح الدفءَ مرتين!